· على أعتاب انتهاء مفاوضات السلام بين إسرائيل ومصر، في نهاية السبعينيات من القرن الفائت، اندلعت أزمة هددت بنسف عملية السلام برمتها، وذلك عندما طالب المصريون إسرائيل بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء دفعة واحدة، بينما أصرّ [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق] مناحم بيغن على الانسحاب منها على ثلاث أو أربع مراحل.
· وبناء على ذلك، قامت إسرائيل باستدعاء موشيه دايان وعيزر وايزمان، اللذين كانا يجريان المفاوضات مع الجانب المصري، من واشنطن، لعقد اجتماع مع بيغن. وتسببت هذه الخطوة بتحويل الخلاف بشأن وتيرة الانسحاب إلى الأزمة الأكثر حدّة في سياق تلك المفاوضات.
· وكان وايزمان هو الأشد غضباً جراء ما حدث، وقد صرّح أن التاريخ لن يذكر أن إسرائيل انسحبت من سيناء على مراحل، وإنما سيذكر فقط أنها انسحبت ووقعت اتفاق سلام مع مصر. غير أن بيغن أصرّ على المراحل، وهذا ما حدث في نهاية المطاف.
· يبدو أن وايزمان كان على حق، فمن يتذكر الآن عدد مراحل الانسحاب الإسرائيلي من سيناء؟
لقد قررتُ استعادة هذه القصة الآن كي أؤكد أن قرار تجميد الاستيطان [في المناطق المحتلة] لعشرة أشهر، هو قرار مثير للسخرية. فإذا كان اتفاق السلام، الذي سيعقد مع الفلسطينيين في يوم من الأيام، سيشمل تفكيك مستوطنات من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، فإن دولة إسرائيل سبق أن أثبتت أنه في إمكانها فعل ذلك في غضون يومين أو ثلاثة أيام. وبناء على ذلك، فإن أي طاقة تُصرف حالياً على كرافان هنا أو جدار هناك هي بمثابة طاقة مهدورة لا طائل منها.