من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· هل كان في وسع أيٍّ من المستوطنين الذين تصدوا هذا الأسبوع لمفتشي الإدارة المدنية، أن يعيش في مستوطنة ما، لو لم تقم الحكومات الإسرائيلية بإنشاء المستوطنات ودعمها؟ ألا يعرف المستوطنون، الذين يشتبكون في الوقت الحالي مع سلطات تطبيق القانون والنظام، معرفتُهم أن المخالفات التي قام بها زملاؤهم ـ بدءاً من التهديدات العنصرية ومروراً بإغلاق الشوارع وقطع الأشجار بالجملة وإحراق الممتلكات الفلسطينية وانتهاء بقتل فلسطينيين ـ لم تخضع للتحقيق أو تم غفرانها بواسطة التغاضي عنها؟
· لذا، فإن الشعور السائد لدى المستوطنين بأن الحكومة الإسرائيلية خانتهم، هو شعور طبيعي للغاية. مع ذلك، فإن أوامر تجميد البناء في المستوطنات، الموقتة جداً، لن تغيّر الواقع القائم [في المناطق المحتلة] على الإطلاق. كما أن الفارق الذي يجري الحديث عنه، بين دولة إسرائيل وبين المستوطنين هو فارق اصطناعي، شأن الفارق بين المستوطنين الأشرار والمستوطنين الأخيار.
· إن الذين يكيلون المديح لقرار تجميد الاستيطان يفكرون في العلاقات مع الولايات المتحدة فقط، أمّا السكان الفلسطينيون الواقعون تحت الاحتلال فإنهم ليسوا واردين في حساباتهم قط. ولو أن الحكومات الإسرائيلية كانت معنية بكبح المسخ الاستيطاني لما كانت استغلت اتفاق أوسلو [في سنة 1993] من أجل تسريع وتيرة البناء في المستوطنات، بل كانت هيأت الجمهور الإسرائيلي العريض لسيناريو إعادة المستوطنين كلهم إلى تخوم دولة إسرائيل.
· لكن يبدو أننا فوّتنا، في سنة 1993، فرصة كبيرة لإرساء إسرائيل ككيان سياسي لا يسعى إلى التوسع الإقليمي على حساب الشعب الآخر.