تخوف إسرائيلي من نتائج زيارة الرئيس الأسد لموسكو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، معقباً على اللقاء بين الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي ديمتري مدفيديف، إن روسيا تدرس الاستجابة لطلب سورية بيعها صواريخ روسية الصنع، غير أنه أكد أنها ستبيعها "أسلحة دفاعية فقط".



وتعتقد إسرائيل أن على الرغم من التوتر الذي نشب بين روسيا والغرب بشأن المعركة في جورجيا، فإنه لا توجد أزمة في العلاقات بين إسرائيل وروسيا. كما أنها تعتقد أن المحادثة الهاتفية التي جرت بين مدفيديف ورئيس الحكومة إيهود أولمرت يوم الأربعاء الفائت، تشهد على أنه لم تنشب أزمة في العلاقات بإسرائيل. وقد طلب أولمرت من مدفيديف أن تمتنع روسيا من بيع سورية أسلحة تؤدي إلى "الإخلال بالتوازن" [الاستراتيجي]، مؤكداً على الصواريخ المضادة للطائرات إس ـ 300 و إس إيه ـ 10.



وخلال اللقاء مع مدفيديف أمس، أعرب الأسد عن تأييده الجانب الروسي في المواجهة الدائرة في جورجيا، وهو كان تناول في تصريح آخر أدلى به خلال الأسبوع الجاري الدور الذي قامت به إسرائيل في تعزيز قوة جيش جورجيا قبل معركة القفقاس. وأعربت مصادر إسرائيلية أمس عن خشيتها أن يكون الأسد يحاول جر إسرائيل إلى مواجهة مع روسيا، ولذا يؤكد على دورها في تسليح جورجيا.



وتسعى سورية منذ عشرة أعوام تقريباً لشراء صواريخ إس إيه - 10 من روسيا، وقد تم الحؤول دون إتمام عملية البيع عقب طلبات تقدمت بها إسرائيل والولايات المتحدة إلى موسكو. كما أن سورية معنية أيضاً بشراء منظومة إس ـ 300، وقال الرئيس الأسد أمس إنه يقترح على الروس نصب صواريخ من هذا الطراز على الأراضي السورية.



وسارع المسؤولون في القدس أمس إلى الرد على طلبات الأسد، فقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني: "إن عدم إرسال صواريخ طويلة المدى إلى سورية هو مصلحة مشتركة بين روسيا وإسرائيل وزعماء الدول البراغماتية في المنطقة". أمّا وزير الدفاع إيهود باراك فقال: "إن المؤسسة الأمنية تتتبّع انعكاسات زيارة الأسد لروسيا، وخصوصاً نية سورية شراء وسائل قتالية نوعية تهدف إلى رفع مستوى قدرات الجيش السوري".



وعلى الرغم من أن الرئيس السوري بشار الأسد ذهب إلى روسيا للقيام بمشتريات أسلحة متقدمة، وأثار حفيظة واشنطن بوقوفه إلى جانب موسكو في حرب القفقاس، فإن مصادر إسرائيلية الليلة الفائتة (الجمعة) أوضحت أن إسرائيل مصممة على مواصلة المفاوضات السلمية مع دمشق ("يديعوت أحرونوت"، 21/8/2008). وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس: "ستواصل إسرائيل المفاوضات مع سورية، ومن المتوقع أن تُعقد الجولة الخامسة من المفاوضات قريباً، قبل نهاية آب/ أغسطس". وعلى حد قولها، "إن الأسد أراد شراء أسلحة من روسيا قبل زيارته الحالية لموسكو، ولا يزال يريد ذلك. إننا نعارض هذا الأمر بشدة... وإسرائيل تتابع التطورات، وستعمل في المجال الدبلوماسي من أجل الحؤول دون تنفيذ ذلك".