رغبة مصر في توطيد علاقتها مع التنظيمات الإرهابية دليل على تغير سيء في مصر ما بعد الثورة
تاريخ المقال
المصدر
The Jerusalem Post
صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.
- أطلقت حركة "الجهاد الإسلامي"، مساء الأربعاء، صاروخ غراد سقط بالقرب من رحوفوت، وذلك في الذكرى السنوية لاغتيال فتحي الشقاقي، أحد المتطرفين أيديولوجياً والمتأثرين بالثورة الإسلامية في إيران ومن كبار المؤيدين للعمليات الانتحارية ضد إسرائيل، الذي اتهمت الحركة إسرائيل باغتياله. وسرعان ما تدهور الوضع بعد ظهر السبت في إثر قيام إسرائيل بالرد، وقصفها لخلية تابعة لـ "الجهاد" كانت بصدد الإعداد لعمليات قصف جديدة ضد إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى مقتل خمسة عناصر بينهم مسؤول كبير في التنظيم يدعى أحمد الشيخ خليل.
- ورداً على ذلك أطلقت حركة "الجهاد الإسلامي" 20 صاروخاً وقذيفة مدفعية على إسرائيل، قتل جراءها موشيه عامي، الأب لأربعة أطفال من عسقلان.
- ومن المعلوم أن النظام المصري ما بعد مبارك يقوم بدور فاعل في قطاع غزة، من هنا استعجاله التوصل إلى وقف إطلاق نار هش لم يصمد طويلاً بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي" يوم السبت.
- وقبل يوم من ذلك، ولأول مرة منذ سيطرة "حماس" على القطاع في سنة 2007، قام ممثل للإخوان المسلمين بزيارة القطاع، وشكلت الزيارة الإشارة الأولى إلى التغير الذي طرأ على الموقف المصري من التنظيمات الإسلامية منذ الإطاحة بمبارك في شباط/فبراير الماضي. ومع توقع فوز الإخوان المسلمين في مصر في الانتخابات المصرية المقبلة، فإن مصلحة "حماس" تقتضي تعزيز علاقاتها مع مصر من خلال تشديد قبضتها على غزة. إنّ في إمكان "حماس" وقف هجمات "الجهاد الإسلامي" ضد إسرائيل لو شاءت، لكنها تتعرض أيضاً للضغط من جانب إيران، الداعم الأساسي لـ "الجهاد"، للوقوف إلى جانب معسكر الرفض، على الأقل لفترة محددة. وقد سبق أن تعرضت "حماس" للموقف نفسه في آب/أغسطس الماضي عندما نفذت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سلسلة عمليات على الحدود المصرية وقتلت ثمانية إسرائيليين.
- إن توطيد العلاقة بين "حماس" ومصر من شأنه أن يساهم على المدى القصير في استقرار القطاع، لكن الرغبة المصرية في تعزيز علاقتها مع "الجهاد الإسلامي"، هذا التنظم الإرهابي المعادي للسامية الذي يعلن صراحة سعيه لتدمير إسرائيل، هي دليل على تغير نحو الأسوأ في مصر ما بعد الثورة.
- وسيعزز الفوز المنتظر للإخوان المسلمين في الانتخابات المقبلة علاقة مصر مع قطاع غزة، وسيؤدي في المقابل إلى تدهور علاقتها مع القدس.