من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
وجه تقرير سري أعده قناصل دول الاتحاد الأوروبي في القدس الشرقية ورام الله انتقاداً حاداً إلى السياسة التي تتبعها إسرائيل في القدس الشرقية، وأوصى التقرير الاتحاد الأوروبي بتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية في المدينة، والقيام بنشاطات احتجاجية ضد إسرائيل، وفرض عقوبات على الجهات المتورطة في "نشاطات استيطانية" في القدس وضواحيها.
ويعدّ التقرير الذي حصلت "هآرتس" على نسخة منه وثيقة حساسة للغاية بسبب طابعه، كونه يتناول مكانة القدس، ولذا، بقي وثيقة داخلية سرية ولم يُنشَر رسمياً كوثيقة تمثل موقف الاتحاد. وقد تم الانتهاء من إعداد التقرير في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، وتم عرضه قبل بضعة أيام في نقاش مغلق جرى في مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
ويؤكد التقرير أن الحكومة الإسرائيلية وبلدية القدس تعملان وفقاً "لاستراتيجيا ورؤية" تهدفان إلى تغيير الميزان الديموغرافي في المدينة، وإلى "فصل شرقي المدينة عن الضفة الغربية". كما يؤكد أن الحكومة والبلدية تساعدان منظمات يمينية، بينها "عَطيرِت كوهانيم" و"إلعاد"، في تطبيق هذه الرؤية والسيطرة على منطقة "الحوض المقدس" في المدينة بصفة خاصة. كما يوجه التقرير انتقاداً حاداً إلى بلدية القدس، ويدّعي أنها تسيء معاملة العرب قياساً باليهود، في كل ما يتعلق برخص البناء، والخدمات الصحية، والتنظيف، والتعليم. وورد في التقرير أنه على الرغم من أن الفلسطينيين يشكلون 35% من سكان القدس، فإن البلدية توظف ما يتراوح بين 5% و10% فقط من ميزانيتها في الأحياء الفلسطينية.
ويتناول جزء مهم من التقرير قضية الحفريات الأثرية في المدينة، وخصوصاً في منطقة جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، ويقول في هذا الصدد: "إن الحفريات الأثرية في سلوان، والبلدة القديمة، ومنطقة جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، ركزت أساساً على التاريخ اليهودي. كما أن علم الآثار تحوّل إلى وسيلة أيديولوجية تخدم الصراع القومي الديني الذي يدار بطريقة تغير هوية المدينة وطابعها وتهدد الاستقرار فيها".
وعلى صعيد آخر، يؤكد التقرير أن السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية يعانون جراء مشكلات أمنية صعبة، وجاء فيه أن "التوسع الاستيطاني أذكى نار العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين في شرقي المدينة". بالإضافة إلى ذلك، يهاجم التقرير إسرائيل بسبب استمرارها في إغلاق مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية، ويحذر من سيطرة حركة "حماس" على المدينة.
ويوصي القناصل الأوروبيون في تقريرهم باتخاذ خطوات لتعزيز وجود السلطة الفلسطينية في القدس الشرقية، وبممارسة الضغط على إسرائيل كي تتوقف عن إلحاق الضرر بسكانها العرب. كما يتضمن توصيات رمزية تهدف إلى تأكيد كون القدس الشرقية عاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية.