"صفقة شاليط" تنطوي على تداعيات استراتيجية متعلقة بالفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      من المتوقع أن يكون اليوم أحد الأيام المصيرية في المرحلة الأخيرة والحاسمة من المفاوضات [بين إسرائيل و"حماس"] فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، التي من شأنها أن تؤدي إلى الإفراج عن [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"] غلعاد شاليط.

·      ووفقاً لما نشرته وسائل الإعلام الأجنبية، فإن وفد حركة "حماس" توجه أمس، إلى دمشق بعد أن عقد لقاء مع الوسيط الألماني في القاهرة. ومن المتوقع أن يتسلم الوفد رد رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، على آخر صيغة تسوية توصل الوسيط الألماني إليها.

·      وسيجتمع في القدس، في ساعات ما بعد الظهر، المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية ـ الأمنية، بناء على دعوة سابقة، للتداول في قضايا أخرى، لكن من غير المستبعد أن يتداول في "صفقة شاليط".

·      بناء على ذلك، إذا لم تبرز عقبات في آخر لحظة فمن الجائز أن تنفذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" في غضون أيام قليلة.

·      لا شك في أن مفتاح الصفقة موجود حالياً في يد مشعل، ولا نعرف حتى الآن ما هو موقف كل من سورية وإيران من الصفقة برمتها. في الوقت نفسه، فإن الوسيط الألماني هو الذي يملي الجدول الزمني للجانبين. وفي حال صدور رد إيجابي من دمشق فمن المحتمل ألاّ تستغرق عملية تنفيذ الصفقة وقتاً طويلاً.

·      إن "صفقة شاليط" ليست مجرد صفقة تبادل أسرى فحسب، بل يمكن أن تترتب عليها أيضاً، تداعيات استراتيجية مهمة تتعلق بميزان القوى الفلسطينية الداخلية، وبمحاولات استئناف المفاوضات مع إسرائيل. وإذا ما تبين أن التقارير التي تتحدث عن احتمالات الإفراج عن مروان البرغوثي، أحد كبار قادة حركة "فتح"، هي تقارير صحيحة، فإن ذلك من شأنه، وفقاً لادعاءات ناشطين مركزيين في الحركة، أن يسرّع استقالة [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس، وربما يدفع المصالحة بين "فتح" و"حماس" إلى الأمام، وكذلك إعلان إجراء انتخابات جديدة للرئاسة والمجلس التشريعي.

·      وبالتالي، فإن احتمالات أن يكون البرغوثي هو رئيس السلطة الفلسطينية المقبلة هي احتمالات كبيرة للغاية. وحتى الذين يعارضون البرغوثي داخل حركة "فتح" يدركون أنهم بحاجة إلى مرشح مثله في إمكانه أن يهزم "حماس"، وخصوصاً بعد تنفيذ "صفقة شاليط".

·      وما تجدر الإشارة إليه هو أن البرغوثي، الذي تربطه علاقات جيدة مع "حماس"، يحاول منذ فترة طويلة أن يدفع فكرة الوحدة الوطنية قدماً. وفي لقاء صحافي أدلى به من السجن، الأسبوع الفائت، أعرب عن تأييده فكرة "المقاومة"، إلى جانب استمرار المفاوضات مع إسرائيل. ومصطلح "المقاومة" في الخطاب الفلسطيني يمكن أن يشمل العمليات الاستشهادية التي سبق أن أيدها البرغوثي في الماضي، وكذلك التظاهرات السلمية. لكن مهما يكن، فإن الأمر المؤكد هو أن البرغوثي أكثر صقرية من عباس.