· حتى يوم اندلاع الحرب في جورجيا، كان أكثر من 20 ضابطاً إسرائيلياً في الاحتياط يعملون هناك في بيع الخبرات التي اكتسبوها في الجيش الإسرائيلي، إلى هذه الدولة الأجنبية. إن هؤلاء لم يستكملوا مهمتهم بعد، ولذا فإن مغادرتهم جورجيا لم تكن من قبيل المصادفة، ومن المعقول أن نفترض أنهم تلقوا إشعاراً بما سيحدث قبل أن يغادروا.
· في واقع الأمر فإن هذه الحرب لم تفاجئ أحداً، لا في وزارة الدفاع ولا في وزارة الخارجية الإسرائيلية. غير أن توقيت الحرب لم يكن معروفاً. لقد وصل الإنذار بشأن احتمال وقوع مواجهة عسكرية [بين روسيا وجورجيا] إلى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وأساساً إلى المؤسسة التجارية، قبل نحو عامين، وذلك عندما بدأ الجورجيون يبدون اهتماماً بشراء عتاد عسكري بصورة مكثفة. في ذلك الوقت، حذرت وزارة الخارجية الإسرائيلية من احتمال اندلاع أزمة بين الطرفين.
· خلال الأعوام القليلة الفائتة، كان هناك عملية تبادل آراء بين إسرائيل وروسيا، وبشكل عام فإن العلاقات بين الدولتين إيجابية. ولذا فإن نشاط الضباط الإسرائيليين في جورجيا يُعتبر نقطة سوداء من ناحية الروس. غير أنه منذ اندلاع الأزمة، أُلغيت تصاريح التصدير الأمني الإسرائيلي كلها إلى جورجيا، وهناك شك فيما إذا كان المدربون الإسرائيليون، الذين تم إخلاؤهم على عجل، سيعودون إلى تدريب "الوحدات الإسرائيلية" في الجيش الجورجي، في غضون الفترة القليلة المقبلة.
· إن الضباط الإسرائيليين، الذين كانوا يعملون في جورجيا، هم فئة قليلة من قائمة تضم 800 شركة إسرائيلية تعمل في تصدير الخبرات والعتاد العسكريين. وربما يتراوح عدد العاملين في كل شركة بين عشرة عمال وبضعة آلاف عامل. بناء على ذلك، يمكن القول إن إسرائيل أصبحت إمبراطورية في مجال تصدير الحرب. وتُظهر الوثائق الرسمية أن عشرة آلاف شخص في إسرائيل يملكون إذناً بالعمل في بيع العتاد والخبرات الأمنية إلى الخارج.