· إن هدف عرض العضلات، الذي قامت روسيا به في تبليسي، وأدى إلى حمام دموي، هو بث رسالة إلى الغرب، وأساساً إلى واشنطن، بألاّ يدس أنفه في ساحتها الخلفية. وقد كان رئيس جورجيا، سكاشفيلي، مستهدفاً من الروس حتى من قبل أن تغزو بلاده أوسيتيا الجنوبية، لكونه أميركياً أكثر من اللازم في نظرهم.
· لقد كان سكاشفيلي متأكداً من أن لديه صديقاً وفياً في البيت الأبيض، سيهب إلى مساعدته في إبان نشوب الأزمة. غير أنه عندما كان بحاجة إلى هذا الصديق لم يحصل منه سوى على بضع كلمات جميلة. وبدا أن الرئيس جورج بوش وإدارته عاجزان في مقابل الروس. كما أن تهديدات بوش، المتعلقة بمستقبل العلاقات بين واشنطن وموسكو، استُقبلت باستخفاف في روسيا، لإدراكهم هناك أنها تهديدات فارغة، وأن واشنطن بحاجة إلى روسيا، أكثر من أي وقت مضى، كي تفرض عقوبات قاسية على إيران.
· من الآن فصاعداً يجب أن يكون المرء متفائلاً للغاية كي يعتقد أن بولندا وتشيكيا ستوافقان على نصب صواريخ أميركية في أراضيهما، في إثر هذه التجربة. إن ما حدث في حرب القفقاس هو أن روسيا انتصرت، وجورجيا خسرت، والولايات المتحدة منيت بهزيمة. وربما يبدأ المسؤولون في العراق وأفغانستان أيضاً التفكير في أنه لا يوجد لديهم سند في العاصمة الأميركية. كما يجدر بالمسؤولين في إسرائيل أن يبدأوا التفكير بصورة أعمق.