أولمرت بلغ نقطة الحسم في مرحلة متأخرة للغاية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن الاقتراح الذي عرضه رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والمتعلق بالتوصل إلى اتفاق مؤجل التنفيذ بشأن قضايا الحدود واللاجئين والترتيبات الأمنية، يكاد يعيد إلى الأذهان الأفكار التي تداولها الطرفان قبل ثمانية أعوام، في آخر ولايتَي [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق] إيهود باراك و[الرئيس الأميركي السابق] بيل كلينتون. في الإمكان أن نرى، بمجرد ذلك، أنه كان هناك تفويت مؤلم لفرصة تاريخية، وأن الطرفين يعودان إلى المكان نفسه تماماً بعد كل الدم الذي سُفك، وبعد سقوط مئات القتلى.

·       على الرغم من ذلك هناك فوارق مهمة بين صيف سنة 2000 وصيف سنة 2008. وعلى ما يبدو فإن أولمرت حاول أن يتعلم من تجربة باراك، وبالتالي فقد لاءم عرضه للفلسطينيين مع قدرة الائتلاف الحكومي على تحمله، من الناحية السياسية. وتحت الضغط، الذي مارسه حزب "شاس"، قرر تأجيل التباحث بشأن القدس. وهكذا أبقى هذا الحزب في الائتلاف، غير أن الثمن المترتب على ذلك هو تعقيد المفاوضات. كما أن الأوضاع الميدانية تغيرت، إذ إن "حماس" تسيطر على قطاع غزة، وأقامت إسرائيل الجدار الفاصل في الضفة الغربية، والذي يشكل سابقة لرسم الحدود. إن النتيجة هي أن أي اتفاق، يتم التوصل إليه، سيبدو شبيهاً بتمرين أكاديمي، وفي الإمكان أن نقدّر أن ورثة أولمرت سيرغبون في إعادة فتح باب النقاش بشأنه.

·       يستحق عرض أولمرت أن يشكل أساساً للمفاوضات، غير أن المشكلة تبقى كامنة في أن أولمرت، شأن باراك، بلغ نقطة الحسم في مرحلة متأخرة للغاية من ولايته، وذلك بعد أن خسر التأييد السياسي والشعبي، وقرر أن يترك منصبه. ويجدر بوارث أولمرت أن يتعلم من تجربته، وأن يدفع العملية السياسية قدماً فور توليه منصب رئيس الحكومة، وعدم الانتظار حتى سقوطه.