نتنياهو طلب من برلسكوني عدم استبدال قائد قوات اليونيفيل في لبنان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

طلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سراً من رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني إبقاء قيادة قوات اليونيفيل في لبنان في يد إيطاليا بدلاً من تسليمها إلى إسبانيا، الأمر الذي أثار استياء شديداً في مدريد. وقد تحولت القضية إلى مشكلة دبلوماسية فعلية.

وبعد بضعة أسابيع من الآن، من المتوقع أن ينهي قائد قوات اليونيفيل الجنرال الإيطالي كلاوديو غراتسيانو مهمات منصبه. وفي الوقت نفسه، سيجتمع ممثلو الأمم المتحدة والدول الأوروبية الكبرى الأعضاء في اليونيفيل ـ إيطاليا وفرنسا وإسبانيا ـ لاتخاذ قرار بشأن من سيكون القائد المقبل. وبحسب ترتيب المناوبة الذي بُدىء العمل به بعد حرب لبنان الثانية، جاء الآن دور إسبانيا لتولي قيادة القوات.

ومع ذلك، دار خلال الأشهر القليلة الفائتة جدل بين وزارة الخارجية والجيش الإسرائيلي بشأن مستقبل قيادة اليونيفيل. ففي حين رأت وزارة الخارجية أنه يجب عدم التدخل في هذه المسألة تجنباً لإثارة التوتر مع الإسبان أو الإيطاليين أو الفرنسيين، رأى الجيش الإسرائيلي أنه يجب العمل من أجل إبقاء القيادة في يد إيطاليا، وطلب تمديد مهمة غراتسيانو ستة أشهر أخرى. وكانت حجة الجيش الإسرائيلي هي أن الوضع في لبنان، في هذه المرحلة، دقيق للغاية، ولذا، فإن أي تغيير في قوات اليونيفيل، من شأنه أن يؤدي إلى تقويض الاستقرار.

وعلى الرغم من معارضة وزارة الخارجية، قرر نتنياهو أن يتبنى موقف الجيش الإسرائيلي، وأن يتوجه إلى نظيره الإيطالي برلسكوني بطلب بهذا الشأن سراً. وقبل نحو أسبوعين هاتف برلسكوني وقال له إن "إسرائيل راضية جداً عن أداء غراتسيانو، وهي معنية ببقائه في منصبه"، من دون إحاطة وزارة الخارجية علماً بذلك.

وبلّغ الإيطاليون الإسبان طلبَ نتنياهو، وقالوا لهم إن اللبنانيين والأميركيين أيضاً معنيون بتمديد مهمة غراتسيانو ستة أشهر. وبوغت الإسبان بهذه المعلومات، وطلبوا توضيحات من وزارة الخارجية الإسرائيلية، غير أن وزارة الخارجية نفت تدخل إسرائيل في هذا الموضوع نفياً قاطعاً. وقد تسببت هذه القضية بمشكلة دبلوماسية بين البلدين، وبإثارة غضب الإسبان.