الولايات المتحدة تدرس إمكان إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تصل وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون إلى إسرائيل السبت المقبل في محاولة لتحريك الجمود الذي يسيطر على عملية السلام، وبهدف فسح المجال أمام استئناف المفاوضات. لكن في ضوء الفجوات الكبيرة بين مواقف الطرفين ]الفلسطيني والإسرائيلي[، واحتمال إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية خلال الأشهر القليلة المقبلة، تتزايد في الإدارة الأميركية الأصوات التي تدعو إلى تغيير الاستراتيجيا، وإلى الاكتفاء حالياً بمفاوضات غير مباشرة بين الطرفين.

ونهار الخميس المقبل، سيصل المبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى إسرائيل من أجل الإعداد لزيارة كلينتون. وسيلتقي ميتشل وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ثم سيغادر إلى المغرب التي ستقوم كلينتون بزيارتها من أجل الاجتماع بمجموعة من وزراء الخارجية العرب. ومن المتوقع أن تتصدر المحادثات التي ستجريها وزيرة الخارجية مع وزراء الخارجية العرب دعوة الولايات المتحدة الدولَ العربية إلى تعزيز قوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استعداداً لاحتمال إجراء الانتخابات في السلطة الفلسطينية، وللمساعدة في دفع العملية السياسية قدماً عن طريق القيام بمبادرات حسن نية تجاه إسرائيل.

وتعبّر زيارة كلينتون لإسرائيل عن ازدياد تدخلها في عملية السلام، الأمر الذي كان حتى الآن يقع تحت مسؤولية المبعوث جورج ميتشل بصورة شبه مطلقة.

ونهار الأحد ستلتقي كلينتون كلاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. ومن المرجح أن تلتقي أيضاً زعيمة المعارضة تسيبي ليفني.

وتأتي زيارة كلينتون لإسرائيل على خلفية تقديرات متشائمة جداً تسود القدس حيال إمكان استئناف المفاوضات. ويعتقد المسؤولون في ديوان رئيس الحكومة أن إعلان أبو مازن المتعلق بإجراء الانتخابات في كانون الثاني/ يناير المقبل سيؤدي إلى مزيد من التشدد في مواقف السلطة الفلسطينية تجاه إسرائيل.

وفي ضوء الجمود السياسي والطريق المسدود أمام استئناف المفاوضات، بدأ مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية بطرح أفكار جديدة بشأن احتمالات التقدم. ومؤخراً طرح رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان على وزيرة الخارجية كلينتون مقولة فحواها أن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بمشاركة أميركية في هذه المرحلة من شأنها أن تُنسف خلال وقت قصير، الأمر الذي سيؤدي إلى اندلاع مواجهة عنيفة.

واقترح فيلتمان، في مناقشات داخلية جرت في الإدارة الأميركية، أن تحاول الولايات المتحدة، أقله في المرحلة الأولى، إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، على غرار المفاوضات التي جرت بين إسرائيل وسورية بوساطة تركية قبل عام. وسيكون الهدف من هذه المفاوضات فحص المواقف الأولية للطرفين من القضايا الجوهرية ـ القدس؛ الحدود؛ المستوطنات؛ الترتيبات الأمنية ـ وبعد أن تتضح هذه المواقف الابتدائية للطرفين سيصبح ممكناً فحص احتمالات التقدم نحو المفاوضات المباشرة.