المشكلة في المستوطنات كلها لا في "البؤر غير القانونية" فقط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       في سنة 1929 قال بيرل كتسنلسون [أحد القادة العماليين في الحركة الصهيونية]، مستعرضاً حصيلة الأعوام العشرة الأولى من نشاط حركة "أحدوت عفودا" العمالية الصهيونية، إن "المشروع الصهيوني هو مشروع احتلالي". وفعلاً، كانت الصهيونية حركة احتلالية، غير أن ما كان ضرورياً في فترة "الييشوف" [قبل سنة 1948] يأخذ، في الوقت الحالي، لبوس الاحتلال الكولونيالي البشع والعنيف.

·       إن السلطة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] تحاول، مثلها مثل الأنظمة الكولونيالية الأخرى، أن تعمل تحت جنح الظلام. ويتعين على كل من يرغب في أن يدرك ما يدور هناك أن يقوم بجولات في أرض المستوطنين، ومن يفعل ذلك سيكتشف على الفور أن المشكلة لا تكمن فيما يسمى بـ "البؤر الاستيطانية غير القانونية" فحسب، بل أيضاً في الاستيطان الإسرائيلي ذاته، في الجوع الإسرائيلي للأرض.

·       إن السبب الحقيقي لإقامة المستوطنات، في الجولان أولاً، وفي غور الأردن وعلى قمم الجبال لاحقاً، هو احتلال الأرض. ولأنه لم يكن في الإمكان أن نسيطر على الأرض بصورة قانونية، فقد تطورت في المناطق [المحتلة] ثقافة مافيوزية من النهب والكذب، لا تزال السلطة الإسرائيلية تعتمد عليها حتى الآن.

·       إذا لم تقم في داخل المجتمع الإسرائيلي قوى تعمل على إزالة هذه القبضة الاستيطانية الخانقة فلن يبقى من دولة اليهود سوى ذكرى أليمة.