هل نحن على أبواب انتفاضة ثالثة؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      بعد مرور تسعة أعوام وعشرة أيام على نشوب انتفاضة الأقصى (الاسم الذي أطلقه عليها عضو الكنيست أحمد الطيبي) فإن التوتر القائم حول جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] قد يؤدي اليوم إلى انفجار العنف مجدداً بين الفلسطينيين وإسرائيل. فمع ان الانتفاضة الثالثة تكاد تبدو أمراً خيالياً في هذه المرحلة، في ظل حالة الإعياء التي يعانيها الجمهور الفلسطيني في الضفة، وتحسن الوضع الاقتصادي، وعدم رغبة السلطة الفلسطينية في التدهور الشامل، إلا إنه من الصعب أن نتكهن بما ستسفر عنه التظاهرات والاشتباكات التي ستجري اليوم في مختلف أنحاء المناطق المحتلة، إذ من المحتمل أن تكون الأحداث التي ستشهدها منطقة جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] محصورة نتيجة القيود المفروضة على أعمار المصلين الذين سيسمح لهم اليوم بالدخول إلى الحرم.

·      غير أنه يمكننا أن نكون واثقين بأن قوات الأمن الإسرائيلية ستواجه في المناطق المحيطة بالقدس مثل مخيم عناتا، وراس العمود، وقلندية وغيرها، أعمال شغب لا يستهان بها، ولقد أعدت الأجهزة الأمنية نفسها لمواجه مثل هذا السيناريو، وهي تدرك ضرورة الامتناع من قتل المتظاهرين أو ضربهم بشدة خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى توسع رقعة الاضطرابات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام يعلمان بأن التظاهرات ستحدث، لكن السؤال هو كيف يمكن الحؤول دون استمرارها أياماً أخرى. وفي جميع الأحوال، لا ترى إسرائيل حالياً أن هناك مصلحة فلسطينية حقيقية في حدوث تفجير في الضفة.

·      من جهة أخرى، علينا ألاّ نتجاهل وجود لاعبين كثر يقومون بتحريض الجمهور الفلسطيني ضد إسرائيل في الأيام الأخيرة، مثل: الجناح الشمالي للحركة الإسلامية بزعامة الشيخ رائد صلاح الذي قال هذا الأسبوع أنه مستعد للاستشهاد في الدفاع عن الأقصى؛ "حماس" التي أعلنت "يوم غضب"، ودعت أنصارها إلى التظاهر تأييداً للأقصى؛ قادة العالم الإسلامي، مثل الشيخ يوسف القرضاوي، الذين دعوا إلى اعتبار هذا اليوم "يوم التظاهر دعماً للأقصى"؛ فضلاً عن محاولة عدد من السياسيين ورجال الدين الفلسطينيين في السلطة إقناع الناس في الضفة بالتظاهر اليوم.

·      ويمكننا أن نضيف إلى هؤلاء كلهم حركة "فتح" التي لا ترغب في تصعيد كبير مع إسرائيل، لكنها تجد نفسها في أعقاب قضية تقرير غولدستون، وبعد إتهامها بالتواطؤ، منقادة بالقوة نحو "يوم الغضب"، وتريد أن تثبت من خلاله وطنيتها. وهكذا، يمكن تفسير القرار الذي أصدرته اللجنة المركزية لحركة "فتح" قبل ثلاثة أيام، وأعلنت فيه الإضراب العام في المناطق، ودعت مؤديها إلى المشاركة في التظاهرات. إجمالاً، فإن التظاهرات المنظمة التي تقوم بها "فتح" داخل المدن الفلسطينية في الضفة أقل عرضة للانفجار من أعمال الشغب العفوية التي قد تحدث في مناطق الحواجز الإسرائيلية.

ويمكننا أن نضيف إلى قائمة العوامل المؤثرة فيما قد يحدث، الأوضاع السياسية التي تُذكّر بأيام أيلول/ سبتمبر عام 2000 عشية اندلاع المواجهة الكبرى، كتعثر المفاوضات، وخيبة أمل الجمهور الفلسطيني الكبيرة من السلطة الفلسطينية التي ستجد صعوبة في كبح محاولات الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي.