التنقيبات الأثرية في القدس تخضع لاعتبارات ومصالح سياسية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      كما جرت العادة خلال الأعياد اليهودية، أُغرق الجمهور الإسرائيلي بفيض من التقارير التي تتحدث عن "اكتشافات مذهلة" في الحفريات الجارية في القدس، لكن هذه التقارير، في واقع الأمر، تدل على عملية مثيرة للقلق أصبحت فيها البحوث الأثرية في القدس تتسم بالضحالة وتخضع لمصالح ضيقة متعلقة بالزمان والمكان.

·      بعد فترة من التنقيبات الأثرية التي جرت في إطار رسمي ومبرمج عقب توحيد المدينة في سنة 1967، بدا أن علم الآثار الإسرائيلي توصل إلى التوازن الصحيح بين الرغبة في اكتشاف آثار المدينة وحمايتها، وبين متطلبات الأبحاث العلمية الحديثة. لكن هذا التوازن تعطل الآن، وبات معظم البحوث الأثرية في القدس مدفوعاً بضغوط تمارسها مجموعات وأفراد ذوي مصالح سياسية، بهدف "إثبات" حقوقنا التاريخية في المدينة، أو تطهير مساحة للبناء. والنتيجة هي "علم آثار سريع" يشبع جوع المستهلك، لكنه يلحق الضرر بالموجودات الأثرية التي تقع تحت مسؤولية إسرائيل.

·      هذه التنقيبات الأثرية يجري تنفيذها تحت ضغط الوقت وتخضع لرغبات أناس ليسوا من أهل العلم، وعادة ما يكونون مجموعات دينية أو أيديولوجية أو منظمات سياحية أو مقاولين. وهذا العمل يتم تنفيذه من دون توقف، ومن دون أن تتوفر للباحثين وقفة لفهم النتائج التي توصلوا إليها. ليس هناك جهة خارجية تراقب القائمين بالحفريات، فسلطة الآثار هي التي تنفذ العمل وتشرف عليه في الوقت نفسه.

بالقرب من "حائط المبكى" [حائط البراق]، أيضاً، اكتملت مؤخراً حفريات استمرت ثلاثة أعوام من دون توقف، كما أنه، منذ أكثر من عام، ثمة حفريات واسعة مستمرة تحت أنفاق الحائط الغربي، بناءً على طلب مؤسسة تراث حائط المبكى، وهي منظمة لا تتوخى الربح. وهذه الحفريات تجري بموجب اتفاقات سرية مع سلطات متعددة، من دون تخطيط شامل، ولا مراقبة خارجية.