تقرير غولدستون ربما يؤدي إلى مواجهة فلسطينية - إسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لا أحد يعرف، حتى الان، متى ستندلع الحرب المقبلة، فقد تندلع في غضون عقد من الزمن، أو في غضون عام، أو ربما في الشهر المقبل، كما أنه ليس من الواضح أين ستندلع ـ ربما على الحدود مع قطاع غزة، وربما في الضفة الغربية، أو ربما في القدس. لكن الواضح منذ الآن هو اسم تلك الحرب: حرب غولدستون. ستكون الحرب التي جلبها علينا تقرير غولدستون، والقاضي غولدستون، وأتباعه.

·      في غياب السلام في الشرق الأوسط، يؤدي الردع إلى منع الحرب. وقد تأكل الردع الإسرائيلي إلى حد بعيد جراء حربين في لبنان، وانتفاضتين، وانسحابين أحاديي الجانب. ولهذا السبب تتعرض إسرائيل لهجمات إرهابية مستمرة.

·      من أجل منع تدهور المنطقة إلى فوضى شاملة، على إسرائيل أن تمارس القوة مرة واحدة كل بضعة أعوام. وهذه العروض المحدودة للقوة لا تحقق أي انتصار عسكري حاسم، أو اختراقاً في عملية السلام، إذ إن الغرض منها هو إيجاد استقرار في العلاقة العنيفة بين الإسرائيليين والعرب. وبالتالي، فهي توجد بقوة العنف توازناً موقتاً يخمد النزاع ويضمن الهدوء بضعة أعوام.

·      لقد أوجدت عملية "الرصاص المسبوك" مثل هذا التوازن، إذ إنها أضعفت حركة "حماس" وردعتها، بتكلفة بشرية فظيعة، كما أنها عززت الفلسطينيين المعتدلين ومكنتهم من النمو. بالإضافة إلى ذلك، أوجدت هذه العملية بنية من الاستقرار مكّنت من بناء عملية سلام واقعية، طبقة طبقة.

·      غير أن هذا التوازن تعطل في الأسابيع الأخيرة. فحركة "حماس" أخذت ترفع رأسها، في حين أصبح المعتدلون الفلسطينيون أكثر راديكالية. كما أن إطلاق بعض صواريخ القسام استؤنف في الجنوب، في حين اشتعل التوتر في "جبل الهيكل" [الحرم القدسي الشريف].

·      لم يكن ذلك مصادفة. فتقرير غولدستون وروح غولدستون يتسببان بوضع يمكن أن يؤدي إلى انتهاء مفعول الردع الذي تم تحقيقه في بداية هذه السنة. إنهما يقربان أجل الجولة الحرب الإسرائيلية ـ الفلسطينية المقبلة.

·      فمن جهة، دفع تقرير غولدستون احتمالات السلام بعيداً، إذ أوضح لإسرائيل أنه لا يُسمح لها، حتى بعد انسحابها إلى الخط الأخضر، بالدفاع عن مواطنيها وسيادتها، ومن جهة أخرى، جعل الحرب أقرب، عن طريق تكبيل يد إسرائيل على نحو يمنعها من ممارسة قوتها مستقبلاً [ضد منظمات المقاومة].

·      وقد أدى التقرير أيضاً إلى إذكاء نار التطرف الفلسطيني، الأمر الذي سيقود إلى نتيجة واحدة هي العنف، والمزيد من العنف، وصولاً إلى الحرب.