من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الحقائق الأساسية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني لم تتغير، فإيران تحقق تقدماً سريعاً في برنامجها، وبالكاد تنجح محاولات كبحه. كما أن التداعيات الاستراتيجية المحتملة لهذا البرنامج لم تتغير، فامتلاك إيران للسلاح النووي سيتسبب بتحول الشرق الأوسط بكامله إلى منطقة نووية، وسيغير موازين القوى بين المتطرفين والمعتدلين.
· غير أن شيئاً جوهرياً تغير، إذ أثبتت أحداث الأسبوع الفائت، فيما يتعلق بإيران، أن الغرب في خريف سنة 2009 يختلف عن الغرب الذي كان في ربيع سنة 2009. فإعلان بيتسبرغ الذي صدر عن باراك أوباما، ونيكولا ساركوزي، وغوردون براون، لم يكن سوى القمة المرئية من جبل الجليد. فتحت السطح، كانت الولايات المتحدة منهمكة في مساعٍ دبلوماسية نشطة خلال الأشهر القليلة الماضية، كما أن واقع أن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية الديمقراطية يشعرون بأنهم قريبون من أوروبا يسمح لهم بتعزيز أواصر حلف شمال الأطلسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن استعدادهم لاستمالة روسيا واسترضائها يوفر لهم قدراً من التعاون من جانب موسكو. وقد قام الأميركيون بجهود كبيرة في الصين أيضاً.
· وبالتالي، إذا كان يحقّ لنا، في بداية الصيف، أن نتساءل عما إذا كان أوباما استوعب المشكلة الايرانية، فإن الصورة اليوم باتت واضحة: إن رئيس الولايات المتحدة، والرئيس الفرنسي، ورئيس الوزراء البريطاني، والمستشارة الألمانية، يحاولون، وإن في وقت متأخر جداً، فرض حصار دبلوماسي حقيقي على إيران. إنهم يفعلون كل ما يمكن القيام به عن طريق الجهود الدبلوماسية لمحاولة وقف أجهزة الطرد المركزي في ناتانز وقم.
· في هذه الحالة، ليس هناك خوف حقيقي من هجوم إسرائيلي وشيك على إيران. وهناك خمسة أسباب لذلك هي: أن اللحظة المثلى لتوجيه ضربة عسكرية قد فاتت، وأن آخر لحظة ممكنة لتوجيه ضربة عسكرية لم تحن بعد، وأن المجتمع الدولي استفاق أخيراً، وأن النظام الايراني يعاني من ضعف سياسي واقتصادي عميقين، وأن القيادة الإسرائيلية الحالية هي قيادة مسؤولة لا تتعجل الضغط على الزناد.
· لكن حقيقة أن إسرائيل تبدي ضبطاً للنفس في الوقت الحاضر، يجب ألاّ تضلل أحداً. واليوم تدخل المواجهة الدبلوماسية بين العالم الغربي وإيران في جنيف شوطها النهائي. ففي السابق، أثبت الرياضي الإيراني أنه أسرع وأكثر تصميماً من معارضيه، لكن النتيجة هذه المرة، يجب أن تكون مختلفة. وفي اللحظة التي تستنفذ فيها المحادثات جدواها، يتعين على القوى الغربية أن تفرض عقوبات فورية على طهران العدوانية، وعليها أن تستغل افتقار النظام الإيراني إلى الشرعية وضعف الاقتصاد الإيراني إلى أقصى حد ممكن من أجل منع طهران من إنتاج سلاح نووي.