ضباط الجيش الإسرائيلي: حزب الله تفوق علينا في لبنان
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

على الرغم من مرور ثلاثة أعوام على حرب لبنان الثانية، يبدو أن الجدل بشأن الحسم الذي تم إنجازه أو لم يتم إنجازه في ختام 33 يوماً من القتال، لم ينته بعد. وكان رئيس هيئة الأركان العامة في حينه، دان حالوتس، قد اعترف خلال جلسة عقدتها الحكومة الإسرائيلية بعد اتفاق وقف إطلاق النار بأن "الحرب لم تنته بالضربة القاضية، إلاّ إنها أسفرت، وبوضوح، عن انتصار بالنقاط". ويبدو أن ثمة من يعتقد أن أداء الجيش الإسرائيلي في الحرب كان أدنى مستوى من أداء حزب الله.

ففي مقال استثنائي كتبه المقدم الدكتور روبي سَندمان، رئيس فرع التطبيقات العسكرية في سلاح البحرية، طُلب من 24 ضابطاً رفيع المستوى إعطاء علامات تقدير لأداء الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية، ولأداء الحزب اللبناني في عدد من المجالات. وقد حاز المقال الذي نُشر في مجلة "معراخوت"، والذي حصل فيه حزب الله على علامات تقدير أعلى من تلك التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي في مجالات الاستخبارات والاستراتيجيا والنظرية القتالية جائزة رئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي للكتابة في الشؤون العسكرية والأمنية.

وقد بادر المقدم سندمان إلى دراسة مدى جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة التهديدات المستقبلية من خلال توزيع استمارة أسئلة على 24 ضابطاً رفيع المستوى، برتبة مقدم فما فوق. وتبين من المعطيات التي حصل عليها أن إسرائيل، بحسب الذين استُطلعت آرائهم،  تتمتع بتفوق ساحق في مجال الوسائل القتالية والتنظيم، لكنها تعاني نقصاً في العناصر الضرورية لتحقيق الحسم، وهي الاستراتيجيا والنظرية القتالية، والقيادة والاجتهاد لتحقيقه. وبحسب سندمان، فإنه "من دون تفوق في مجال تخطيط المعركة وإدارتها، من غير الممكن تحقيق الحسم فيها".

وبالتالي، يرى المقدم سندمان أن النموذج الذي يعتمد عليه الجيش الإسرائيلي لتحقيق الحسم لا يلائم بالضرورة مع الواقع التغيرات التي يمكن أن تطرأ في ميدان المعركة، وأن هذا النموذج يتم تغييره فقط عن طريق إدخال الجيش "تعديلات محلية"، وليس تعديلات على مستوى المنظومة. وهنا يضع الضابط نموذجاً للكيفية التي ينبغي أن تُشن بها الحرب المقبلة: هجوم منسق تشارك فيه أسلحة متنوعة على الحدود وفي داخل البلد ومن الجو.

ودرس سندمان أيضاً التهديدات الصادرة عن زعيم حزب الله حسن نصر الله، وتوصل إلى أن العدو، في الجولة المقبلة، سيغزو إسرائيل بواسطة آلاف من المجموعات التي تتكون من أربعة إلى خمسة مقاتلين من المشاة المتفوقين، تحمل كل منها مدفعاً رشاشاً، وصاروخاً مضاداً للدروع، وبندقية قنص وأسلحة خفيفة، وفور دخولها إلى البلد ستحظى بمساعدة من جانب السكان العرب.

وكتب المقدم سندمان في مقالته أنه "ليس لدى الجيش الإسرائيلي جواب على هذا السيناريو حتى الآن"، وأضاف أن تفوق سلاح الجو لم يعد قاطعاً، مشيراً إلى أن "عدد المطارات محدود، كما أن جميعها يقع اليوم ضمن مرمى الصواريخ. إن سلاح الجو الضخم محبوس في جسد قزم".

وأضاف سندمان أنه من غير الممكن التغلب على العدو من الجو، وإنما بواسطة الأسلحة البرية، وتابع: "إن التفوق الاستخباراتي ـ التكنولوجي الإسرائيلي هو، إلى حد بعيد، وهم، وذلك بسبب فترات الإنذار القصيرة والإمكانات الكثيرة المتوفرة لدى العدو للقيام بعمليات الخداع".

ويشير الضابط في مقالته أيضاً إلى أن بنية قوات الجيش الإسرائيلي قديمة ولا تتناسب مع ميدان القتال الآخذ في التشكل (فالجيش الإسرائيلي، باستثناء وحدات العمليات الخاصة، مبني بحسب هيكلية كتائب احتياط ثقيلة الحركة)، وإلى أنه يتعين على الجيش الإسرائيلي إجراء مناورات على إنزال قوة أميركية في إسرائيل ضمن فترة إنذار قصيرة ("من شأن قوة كهذه ردع الأعداء عن الهجوم").

في المقابل، ذكر سندمان في مقالته أنه يجب الاستعداد لأيام لن تقدم فيها الولايات المتحدة مساعدة إلى إسرائيل في حالة الطوارئ، وأكد أن وزن وتأثير الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة يتراجعان باضطراد.