إسرائيل تغيّر لهجتها إزاء إيران وتبث إشارات تفاؤل حذرة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      بدأت إسرائيل، في الآونة الأخيرة، ببث إشارات تفاؤل حذرة ومحسوبة، وذلك عشية انطلاق الحوار بين الأسرة الدولية وإيران، والذي سيكون المشروع النووي الإيراني في صلبه. ففي الإيجازات التي يقدمها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إلى الصحافيين، يحرصون على تأكيد أن تشديد العقوبات على إيران ربما يكون كافياً لثنيها عن المضي قدماً في الطريق الذي تسير فيه حالياً، ولا سيما في ضوء المشكلات الداخلية التي يواجهها نظام آيات الله، منذ الأشهر القليلة الفائتة.

·      في الوقت نفسه، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الفائت، سلسلة اتصالات هاتفية بأعضاء بارزين في الكونغرس الأميركي، وفي مقدمهم رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، تهدف إلى إقناعهم بتأييد فرض عقوبات قاسية على إيران.

·      إن هذا الموقف يعكس تغييراً معيناً في اللهجة الإسرائيلية إزاء إيران. وربما يكون التفسير الرسمي لهذا التغيير مرتبطاً، من جهة أولى، بالحزم الذي يبديه رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، في الوقت الحالي، إزاء إيران، ومن جهة ثانية، بالتنازل الأميركي عن نشر منظومات الصواريخ في أوروبا الشرقية، والذي يفترض فيه أن يساهم في انضمام روسيا إلى صفوف المؤيدين لفرض عقوبات على إيران.

·      ومع ذلك، ثمة أسباب أخرى لهذا التغيير. فمن المنطقي أن نفترض أن حوار المجتمع الدولي مع إيران سيكون بمثابة المحطة الأخيرة، قبل اللجوء إلى سيناريو شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، وأنه يتعين على إسرائيل أن تظهر أمام الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي كما لو أنها تؤيد استنفاد الخطوات الدبلوماسية كلها، ومن المؤكد أنه سيكون هناك لاحقاً، مجال للتلويح بالتهديدات من أجل ممارسة الضغوط على طهران.

·      ولا شك في أن التطور الأكثر دراماتيكية، فيما يتعلق بإيران، في الآونة الأخيرة، يكمن في اكتشاف المنشأة النووية الجديدة [في مدينة قُم]. ففي إثر هذا الاكتشاف، أكد وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أن إيران تسعى لامتلاك قنبلة نووية، وذلك خلافاً لما ورد في تقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية في كانون الأول/ ديسمبر 2007، والذي ادعى أن إيران توقفت، منذ سنة 2003، عن التقدم في المسار النووي العسكري.

·      يبدو الآن أن الدلالات الخطرة للمشروع النووي الإيراني بدأت تتغلغل في واشنطن، ولو أنه من الصعب استخلاص استنتاجات تتعلق بمدى الخطوات التي ربما تقدم الإدارة الأميركية على اتخاذها. وقد أكد السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة، سالي مريدور، مؤخراً، أنه في إبان حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، سنة 2008، قال أوباما، خلال أحاديث مغلقة، إن إيران تُعتبر خطراً استراتيجياً على الولايات المتحدة، لا على إسرائيل فقط.