استمرار محاولات إعادة تحريك المفاوضات: مبعوثا نتنياهو سيلتقيان جورج ميتشل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

يغادر المبعوثان من قبل رئيس الحكومة اليوم (الثلاثاء) إلى واشنطن لمواصلة المحادثات السياسية التي تهدف إلى تضييق الفجوات بين موقفي إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتي تعوق استئناف المفاوضات السياسية. وستتركز المحادثات على بلورة إطار المفاوضات وتحديد مرجعيتها Terms of Reference)). كما سيواصلان المحادثات المتعلقة بمدة تجميد البناء في المستوطنات.

وسيلتقي المبعوثان، المحامي يتسحاق مولخو ورئيس طاقم مكتب وزير الدفاع العميد مايك هيرتسوغ، نهار الأربعاء، المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل والفريق التابع له ومسؤولين كباراً في البيت الأبيض. وبالتوازي مع ذلك، سيكون رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات موجوداً في واشنطن، لكن من غير الواضح ما إذا كانت ستجرى محادثات في إطار "ثلاثي".

وفي الأسبوع المقبل، سيصل ميتشل إلى إسرائيل لمواصلة المباحثات، وسيلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك. وقد أصدر الرئيس أوباما تعليمات إلى ميتشل ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون طلب فيها منهما أن يقدما له تقريراً بشأن تقدم المحادثات حتى 15 تشرين الأول/ أكتوبر، في محاولة لتضييق الفجوات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حتى ذلك الموعد، والتمكين من إعلان إطلاق المفاوضات في حدث يخصص لهذه الغاية.

وقد وافق الفلسطينيون، في إثر ضغط أميركي مكثف، على سحب شرطهم المسبق الذي رهن المفاوضات بالوقف التام للبناء في المستوطنات والقدس الشرقية. ومع ذلك، وعد الرئيس أوباما الرئيس الفلسطيني أبو مازن، على حد قول مصادر أميركية وفلسطينية وإسرائيلية، بأن الولايات المتحدة ستأخذ المطالب الفلسطينية المتعلقة بـ"إطار المفاوضات" في الحسبان، في مقابل تنازل الجانب الفلسطيني في موضوع المستوطنات.

وهناك خلاف عميق بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن "إطار المفاوضات" الذي يشمل مرجعيتها وطريقة إدارتها. وتكمن الفجوات في عدد من القضايا، وهي:

·      نقطة بداية المفاوضات - يرغب الفلسطينيون في بدء المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في عهد [رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق] إيهود أولمرت، أما نتنياهو فيزعم أن اقتراحات أولمرت غير ملزمة له.

·      مبادئ المفاوضات - يرغب الفلسطينيون بتحديد مبدأ ينص على أن المفاوضات ستستند إلى خطوط سنة 1967، أما نتنياهو فيعارض ذلك بشدة.

·      الجدول الزمني لإنهاء المفاوضات ـ يرغب الفلسطينيون في وضع "ترتيب زمني" محدد بعامين للوصول إلى اتفاق، بينما تعارض إسرائيل ذلك.

·      الموضوعات التي ستتناولها المفاوضات ـ يرغب الفلسطينيون في محادثات تشمل جميع قضايا الحل النهائي، مع التشديد على القدس واللاجئين والحدود، في حين لم تبلور إسرائيل موقفها من هذا الموضوع بعد.

وبعد أن أزيلت عقبة المطالبة بتجميد تام للبناء الاستيطاني في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، سيبحث الأميركيون والإسرائيليون في شروط استئناف المفاوضات ("يديعوت أحرونوت"، 28/9/2009). ومع أن نتنياهو كرر القول مراراً وتكراراً أنه مستعد لبدء المفاوضات من دون شروط مسبقة، إلاّ إنه يتبين أن هناك عدداً من المطالب الإسرائيلية، ومنها الاعتراف بإسرائيل، في ختام المفاوضات، كدولة قومية للشعب اليهودي، إلى جانب مطالبات تدعو الدول العربية إلى القيام بخطوات تطبيعية مع إسرائيل.