من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· نجح المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، في إثر جولة مكوكية كانت حافلة بالخلافات والأزمات، في أول مهمة له، وهي دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى لقاء مع رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، سيعقد غداً في نيويورك. وقد أعلن البيت الأبيض أن هدف هذه القمة الثلاثية هو "إيجاد البنية التحتية لاستئناف المفاوضات" [الإسرائيلية ـ الفلسطينية].
· ولا شك في أن هذه القمة ستنهي قطيعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية كانت سائدة خلال الستة أشهر الأخيرة، أي منذ عودة نتنياهو إلى سدّة الحكم، ومن المؤكد أنها ستؤدي إلى استئناف المفاوضات بشأن الحل الدائم، بوساطة أميركية فاعلة. لكن، على الرغم من أهمية هذا اللقاء في نيويورك، فإن الاختبار الأساسي لهؤلاء الزعماء ما زال أمامهم.
· فيما يتعلق بنتنياهو، فإن جهده الرئيسي، حتى الآن، تركز على الحفاظ على التأييد السياسي الإسرائيلي الداخلي، وعلى استقرار ائتلافه الحكومي، وقد نجح، خلال ذلك، في تليين مطلب أوباما الداعي إلى تجميد أعمال البناء في المستوطنات بصورة مطلقة؛ أمّا موافقته على تجميد إصدار تراخيص لبناء جديد تسعة أشهر، فقد خفّف من وطأتها بواسطة اتخاذ قرار يقضي ببناء مئات البيوت السكنية الجديدة وباستمرار إقامة المباني العامة في المستوطنات، من جهة، ومن جهة أخرى بواسطة السماح بأن يسكن اليهود في شرقي القدس من دون أي قيد أو شرط. وقد هدّأت معادلة نتنياهو هذه من ثائرة الليكود، غير أنها عززت الشكوك من أنه انجرّ إلى المفاوضات من أجل إرضاء أوباما فقط، وفي أنه غير مستعد حقاً للتسوية.
· في ضوء ذلك، يتعين على نتنياهو أن يتحلى بالشجاعة وأن يصارح شعبه وحزبه وشركاءه السياسيين بأن التوصل إلى تسوية سلمية [مع الفلسطينيين] على أساس تقسيم البلد إلى دولتين هو مصلحة إسرائيلية عليا، وأن تسوية من هذا القبيل تلزم إسرائيل بالانسحاب من معظم الأراضي التي احتلتها في سنة 1967، وبتفكيك معظم المستوطنات.
· إن تأييد نتنياهو إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح كان خطوة مهمة، لكنها ليست كافية. وإذا استمر في طرح المزيد من المطالب على الطرف الآخر، وعدم الجهر باستعداده للتنازل وإدارة ظهره لمواقفه السابقة، فلا بُد من أن ينتهي الأمر بإسرائيل إلى أن تجد نفسها في طريق مسدودة.