الموساد درّب نيلسون مانديلا في أثيوبيا سنة 1962 قبل أشهر من اعتقاله
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- كشفت وثيقة سرية نشرت في الفترة الأخيرة، أن زعيم أفريقيا الجنوبية نيلسون مانديلا الذي توفي مطلع هذا الشهر، تدرب على السلاح وعمليات التخريب على يد عناصر من الموساد في أثيوبيا سنة 1962، قبل اعتقاله في إفريقيا الجنوبية ببضعة أشهر. وحصل ذلك بعد أن أعرب مانديلا عن اهتمامه بتعلم أساليب "الهاغانا". ورأى رجال الموساد في مانديلا شخصاً ذا "ميول شيوعية"، ومع ذلك حاولوا إقناعه بالتعاطف مع الصهيونية.
- بدأ مانديلا، والد الأمة في أفريقيا الجنوبية والحائز على جائزة نوبل للسلام، نضاله ضد نظام الأبارتهايد في أفريقيا الجنوبية قبل 50 عاماً، وتعرض للاعتقال عدة مرات قبل أن ينتقل إلى العمل السري. وفي كانون الثاني/يناير سنة 1962، خرج خلسة بصورة غير قانونية من إفريقيا الجنوبية، وبدأ يتنقل بين الدول الأفريقية مثل أثيوبيا والجزائر ومصر وغانا. وكان هدفه التعرف إلى الزعماء الأفارقة وجمع التأييد المالي والعسكري من أجل النضال الذي خاضه ضد نظام الأبارتهايد من خلال الذراع العسكرية للحركة السرية في "الموتمر الوطني الأفريقي".
- وتكشف رسالة بعث بها الموساد إلى وزير الخارجية في القدس، أنه عندما كان مانديلا يتلقى تدريباً عسكرياً على يد الموساد في أثيوبيا، لم يكن أحد يعرف هويته الحقيقية. ويعود تاريخ الرسالة السرية إلى 11 تشرين الأول/أكتوبر 1962، أي قبل ثلاثة أشهر من اعتقال مانديلا في أفريقيا الجنوبية فور عودته من سفره.
- وبالاستناد إلى رسالة الموساد، تلقى مانديلا تدريباً على الجودو وأعمال التخريب، وعلى استخدام السلاح بما في ذلك السلاح الخفيف من صنع إسرائيلي، كما أبدى اهتمامه بالتعرف إلى أساليب عمل "الهاغانا" والعمل السري في إسرائيل. وكتب عميل الموساد في رسالة إلى وزارة الخارجية عن مانديلا: "في الأحاديث معه بدا صاحب نظرة اشتراكية، وفي بعض الأحيان قريباً من الشيوعية، وقد حاول الأثيوبيون [التسمية التي تطلق على رجال الموساد في أثيوبيا]، تحويله إلى نصير للصهيونية". وكشف رجل الموساد أن الرجل الذي عرفوه باسم ديفيد موباسابي هو نفسه الذي اعتقل في الفترة الأخيرة في إفريقيا الجنوبية.
- وظلت الرسالة محفوظة عشرات السنين في أرشيف الدولة، ولم يعرف بها احد قبل أن يعثر عليها قبل بضع سنوات ديفيد بكلر أثناء إعداده أطروحة كان يكتبها عن موضوع العلاقات بين إفريقيا الجنوبية وإسرائيل.
- وبكلر (43 عاماً) من مواليد إسرائيل، نشأ وتعلم في إفريقيا الجنوبية، ونال شهادة دكتوراه في القانون. وفي رأيه، أنه لو أن جنوب إفريقيا عرفت أن إسرائيل ساعدت مانديلا، لكان ذلك عرض الجالية اليهودية هناك للخطر.