دينامية تصعيد في المناطق الفلسطينية: هل نحن على أبواب انتفاضة ثالثة؟
المصدر
Israel Defense

موقع إلكتروني متخصص بالمسائل العسكرية، يصدر باللغتين العبرية والإنكليزية.

 

  • تبدو الأحداث الأخيرة في المناطق نسخة حقيقية عن الفيلم الناجح "بيت لحم" [فيلم وثائقي إسرائيلي يتناول عمل جهاز المخابرات الشاباك]، حيث تتعقد عمليات توقيف مطلوبين وتتطور إلى إطلاق نار، والمشكلة أن هذه الأحداث تولد دينامية تصعيدية.
  • صحيح أن كل حادثة قصة منفصلة، لكن تواتر الحوادث التي يسقط فيها قتلى فلسطينيون من شأنها توتير الأوضاع على الأرض. إن هذه الأحداث بحد ذاتها تعبير عن هذا التوتر.

    لقد بدأت موجة العنف في المناطق بالازدياد قبل أقل من نصف سنة. وخلال أشهر كانت الحوداث تنتهي من دون سقوط قتلى من الطرفين، لحسن الحظ. وفي الأشهر الأخيرة تغير الوضع، لكن الجمهور لم يكن يطلع على الوضع الجديد إلا عندما تنجح الهجمات، أو عندما تُجرح طفلة من جراء رشق حجارة من جانب الفلسطينيين. أما سائر الحوادث فكانت تبدو أمراً روتينياً ولا يجري ذكرها في وسائل الإعلام.
  • وحتى عمليات الاعتقال كانت تبدو هي أيضاً روتينية، ففي كل ليلة تقوم قوات الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود بمرافقة جهاز الشاباك بثلاثة إلى خمسة اعتقالات. وخلال أعوام الهدوء الطويلة في المناطق، أي منذ منتصف العقد الماضي، كانت الاعتقالات تنتهي بدون مشكل. لكن في الفترة الأخيرة تحول كل اعتقال إلى عملية عسكرية معقدة، ومن هنا يمكن القول إن تعقد العمليتين الأخيرتين لم يكن صدفة.
  • ظاهرياً، لا يبدو أن هناك صلة بين الحادثة التي جرت في جنين وتلك التي جرت في قلقيلية. ففي جنين انطلقت ليلاً قوات من الشرطة الخاصة لاعتقال عنصر من حركة "حماس"، حيث دار اشتباك عنيف أوقع إصابات كبيرة في الجانب الفلسطيني. أما العملية في قلقيلية فنفذتها فرقة المظليين، وهي أيضاً انتهت باشتباك تسبب بوقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين.
  • واستناداً إلى هذه الدينامية، فمن المنتظر أن يؤدي وقوع قتلى إلى إشعال الأجواء في الشارع الفلسطيني، وهذا سيتجلى بصورة خاصة خلال صلاة يوم الجمعة في المساجد.
  • من جهتها، ستحاول السلطة الفلسطينية الحؤول دون وقوع هجمات قاسية، لكنها لن تمنع ما تعتبره تعبيراً عن "الاحتجاج الشعبي".

    إن الاختبار الكبير ينتظرنا، إذ ترجح جميع التوقعات في الأجهزة الأمنية انتهاء المفاوضات في الربيع المقبل من دون التوصل إلى نتائج مهمة. لذا، من المنتظر أن يترجم الإحباط الفلسطيني من خلال زيادة حدة العنف. فهل سنطلق على ذلك اسم "الانتفاضة الثالثة"؟ 

    الجواب ستأتي به الأشهر المقبلة.