المبادرة الأميركية للسلام ستكون مبادرة إقليمية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      تثير المبادرة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، التي من المتوقع إعلانها في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، توقعات ومخاوف كثيرة لدى الأطراف المعنية كلها. ويبدو أن العبرة الأساسية، التي تم استخلاصها من مؤتمر أنابوليس [عقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007]، هي أنه لا يمكن الاكتفاء بمفاوضات تتعلق بالتسوية الدائمة من دون أن تكون مقرونة بخطوات ميدانية مهمة، تخلق أجواء مؤيدة للتنازلات المطلوبة في إطار التسوية الدائمة، وتعزز القدرات المؤسسية والاقتصادية والأمنية والقانونية لتطبيق تلك التسوية.

·      ويبدو أيضاً أن الأميركيين لن يكتفوا بما يعرضه [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو عليهم، وفحواه تجميد الاستيطان في المناطق [المحتلة] لبضعة أشهر في مقابل اتخاذ خطوات حازمة ضد إيران، لأن ذلك لا يضمن تجنيد التأييد الذي يحتاجون إليه من العرب وأوروبا من أجل خدمة مصالحهم في أنحاء العالم كافة.

·      بناء على ذلك، من المتوقع أن تكون المبادرة الأميركية مبادرة إقليمية شاملة، تبدأ بالمسار الفلسطيني وتستمر لاحقاً لتشمل سورية ولبنان، وأن تكون مفصلة ودقيقة أكثر من المبادرة العربية للسلام، وذلك في كل ما يتعلق بالشروط والمكافآت التي تشملها التسوية الدائمة.

·      نأمل بأن يتفادى الأميركيون الحلول الوسط فيما يتعلق بالمشكلات الأساسية، لأن الحلول الوسط لا تقرِّب بين الأطراف، وإنما تؤدي إلى الخسارة. ويجب أن نتوجه نحو تسوية تتضمن رزمة شاملة: إسرائيل دولة يهودية، وإلى جانبها فلسطين مستقلة.