حتى الآن، ما زال أبو مازن يرفض الاجتماع بنتنياهو خلال عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قبل أسبوعين من عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي يرغب الرئيس الأميركي خلالها في عقد قمة ثلاثية، ما زال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يرفض الاجتماع برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مشترطاً التجميد الكامل للبناء في المستوطنات وفي القدس الشرقية. وتأمل الإدارة الأميركية، وكذلك إسرائيل، بأن يسمح الاتفاق على التجميد الموقت للبناء في المستوطنات وإعلان إسرائيل ذلك، بعقد القمة.

وعلمت "هآرتس" أن أبومازن بعث في الأيام الأخيرة برسائل الى مسؤولين كبار أميركيين وأوروبيين، وكذلك إلى أطراف إسرائيلية، شدد فيها على عدم نيته حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعدم استعداده للاجتماع بنتنياهو. وبحسب مصدر سياسي في القدس، فإن إعلان إسرائيل المصادقة على بناء 455 بناء جديداً، والتأخير في إعلان تجميد البناء في المستوطنات، هما سبب رفض أبو مازن المشاركة في القمة الثلاثية.

وقال نتنياهو خلال لقائه هذا الأسبوع وزيرَ الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس، أنه ليس واثقاً بأن القمة ستُعقد في نيويورك، وأشار إلى أنه في حال لم يحدث اللقاء مع أبو مازن في الأمم المتحدة، ففي تقديره أن مثل هذا الاجتماع ربما يحدث في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر. وأضاف: "نحن نرغب في عقد مثل هذا الاجتماع منذ خمسة أشهر، والفلسطينيون هم الذين يضعون الشروط".

وأعرب نتنياهو عن شيء من خيبة الأمل تجاه مبادرات حسن النية التي حصلت عليها الإدارة الأميركية حتى الآن من الدول العربية، وقال لموراتينوس إنها عبارة عن "رزمة تطبيع هزيلة"، وتوقف بصورة خاصة أمام رفض السعودية القيام بمبادرة حسن نية تجاه إسرائيل. وفي رأيه، فإن الإدارة الأميركية ما زالت تواصل الضغط على الدول العربية، لكنها حتى الآن لم تحصل إلا على بعض المبادرات من عدد من دول الخليج فقط.

ويثير أبو مازن القلق لدى المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية التي بعثت في الأيام الأخيرة برسائل إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية تطلب فيها منهما إبداء المرونة في مواقفهما كي يصبح عقد القمة ممكناً. وسيصل إلى إسرائيل، عشية السبت، المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي من المتوع أن يضغط على أبو مازن كي يجتمع بنتنياهو.

وسيحاول المبعوث ميتشل في القدس إنجاز الاتفاق النهائي بشأن التجميد الموقت للبناء في المستوطنات، وسينحصر النقاش المتبقي بمدة التجميد. وقال موراتينوس لنتنياهو أنه سمع من ميتشل أن الولايات المتحدة ستطالب بالتجميد عاماً واحداً، لكن نتنياهو لم يعط تفصيلات في هذا الشأن، إلا إنه أشار إلى عدم الاتفاق على الموضوع بعد. ويرغب نتنياهو في أن يكون التجميد لنصف عام فقط، والتقدير أنه سيجري التوصل إلى تسوية بحيث تكون مدة التجميد تسعة أشهر. وسيلتقي ميتشل نهار الأحد، وزير الدفاع، كما سيلتقي نهار الاثنين، نتنياهو الذي سيقوم قبل ذلك، بعد ظهر الأحد، بزيارة للقاهرة من أجل لقاء الرئيس مبارك. وسيبحث الاثنان مشكلة الجندي المخطوف غلعاد شاليط، لكن المحادثات ستتمحور حول معاودة العملية السلمية. وسيطلب نتنياهو من مبارك الضغط على أبو مازن لدفعه إلى المشاركة في القمة في الأمم المتحدة في 23 و 24 أيلول/ سبتمبر في نيويورك.