· مع اقتراب انتهاء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ينتاب قسم من الجمهور اليهودي العريض في إسرائيل شعور عام بأن الصهيونية، حركة وأيديولوجيا، لم تعد ذات صلة بالواقع، في حين يعتقد قسم آخر أنها لا تزال ذات صلة بالواقع، لكنه لا يعرف كيف يطبقها. من ناحية أخرى هناك جزء كبير من هذا الجمهور لا يهتم بهذه المسألة مطلقاً ويريد أن يُترك وشأنه، ويتطلع إلى أن ينعم بالهدوء ولو كان موقتاً.
· في واقع الأمر، فإن الصهيونية لم ينته دورها بعد، حتى بعد مرور 112 عاماً على عقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في بازل [سويسرا] في 29 آب/ أغسطس 1897، بقيادة د. بنيامين زئيف هيرتسل.
· إن إقامة وطن قومي هو بمثابة ملجأ آمن للشعب اليهودي، كان مرحلة أولى فقط، وأدى إلى تغيّر في الوعي [الذي كان سائداً لدى الجماعات اليهودية قبل إقامته]. ويتعين الآن، في إثر إقامة هذا الوطن القومي، أن نركز على المرحلة المقبلة، وفحواها مضمون الحياة فيه، كي يصبح مصدر استقطاب لليهود كلهم في العالم أجمع.
· إن الصهيونية بحاجة في الوقت الحالي إلى رؤية جديدة تشكل حافزاً للجمهور اليهودي العريض في إسرائيل، وخصوصاً الشبيبة، كي يتجند من أجل تحقيق المصلحة العامة، ولدفع الأهداف التي ستضعها هذه الرؤية الصهيونية المتجددة نصب عينيها قدماً، وفي صلبها استقرار الحياة السيادية في دولة إسرائيل.
على الرغم من ذلك كله، لا تزال الحكومة الإسرائيلية الحالية تتجنب تبني الرؤية التي تحدد الأراضي التي ستواصل إسرائيل الاحتفاظ بسيطرتها عليها، والأراضي التي ستسلم إلى الفلسطينيين. وبسبب ذلك ربما نخسر الموافقة الأميركية على استمرار البناء حتى في الجزء الذي يفترض أن يبقى تحت سيطرة إسرائيل.