من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن التفاهمات المتوقعة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، فيما يتعلق بتجميد الاستيطان في المناطق [المحتلة]، تطرح الأسئلة التالية: لماذا كان هناك حاجة أصلاً إلى استبدال السلطة في إسرائيل؟ ولماذا صُرفت طاقات كبيرة في معركة انتخابات إسرائيلية عامة إذا كان نتنياهو سيسير على خطى سلفه، إيهود أولمرت، وإذا كان مستعداً لتقييد "حق اليهود في السكن في أي جزء من أرض إسرائيل؟" وهل تخلى نتنياهو أيضاً عن الأيديولوجيا اليمينية، التي رضعها في بيت والده، كي يلتقط صورة مشتركة مع الرئيسين أوباما ومحمود عباس؟
· لقد وافق أولمرت، في حينه، على الاشتراك في مؤتمر أنابوليس، الذي عُقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، بعد أن أوضح لإدارة الرئيس جورج بوش سياسته المتعلقة بالاستيطان، وفحواها القيام بأعمال بناء غير مقيدة في القدس، وتطوير الكتل الاستيطانية الكبرى (وتشمل كتل غلاف القدس ومعاليه أدوميم وغوش عتصيون وأريئيل)، واستمرار البناء في المناطق الآهلة الواقعة خارج هذه الكتل الاستيطانية، وتفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية وفقاً لتعهد إسرائيلي بتفكيكها منذ ولاية [رئيس الحكومة الأسبق] أريئيل شارون.
· ولدى عودة أولمرت من مؤتمر أنابوليس صادق على بناء عشرات ألوف المباني الجديدة في المناطق [المحتلة]، وخصوصاً في الأراضي المحيطة بالقدس، وتم تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية فعلياً، لكن من دون إعلان ذلك على رؤوس الأشهاد. كما طلب من بوش أن يعفيه من تفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية كي يركز على المفاوضات بشأن التسوية الدائمة، ووافق بوش على ذلك.
· إن ما يطرحه نتنياهو في الوقت الحالي هو معادلة شبيهة بالمعادلة التي طبقها أولمرت. ومع ذلك، يبقى هناك مشكلة تتعلق بمنطقة E1، وهي الأراضي الخالية الواقعة بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم، والتي جرى التخطيط لبناء 3500 وحدة سكنية فيها. ويرى اليمين في إسرائيل أن البناء في هذه المنطقة يعتبر محكاً لصمود الحكومة في مواجهة الأميركيين، في حين يرى الفلسطينيون ومنظمات يسارية إسرائيلية أن من شأن هذا البناء أن يعزل شرقي القدس عن الضفة الغربية، وأن يحبط إمكان إقامة دولة فلسطينية تكون القدس عاصمة لها في المستقبل.
· وقد منع الأميركيون، حتى الآن، القيام بأي أعمال بناء في هذه المنطقة، غير أن أولمرت سبق أن أوضح، من ناحيته، أنه سيقام فيها في المستقبل حي باسم "مفسيرت أدوميم" كي لا تبقى مستوطنة معاليه أدوميم معزولة.
· إن التغيير الذي حدث، مقارنة بما كان في إبان ولاية أولمرت، هو أن تجميد البناء في المستوطنات سيكون هذه المرة علناً، ومن المفترض أن يقابل بخطوات تطبيع من طرف دول عربية. وبناء على ذلك، فإن أكثر ما يخشاه نتنياهو هو أن لا يحصل على هذا المقابل بعد انتهاء فترة تجميد البناء.