الولايات المتحدة: دول عربية عدة ستقوم بمبادرات حسن نية تجاه إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال موظفون أميركيون كبار، على معرفة بالاتصالات مع الدول العربية، لصحيفة "هآرتس"، إن المبعوث ميتشل نجح في الحصول على "ودائع" حسن نية تجاه إسرائيل من عدد من الدول العربية المهمة والأقل أهمية، لكنهم رفضوا الكشف عن اسم هذه الدول. وما زالت السعودية، التي كان الأميركيون ينتظرون منها المساهمة في هذه المبادرات، ترفض القيام بذلك، لكنها موافقة على دعم السلطة الفلسطينية وتحويل مئات الملايين من الدولارات إليها.

واستناداً إلى هؤلاء الموظفين الأميركيين، فإن عدداً من الدول العربية وافق على فتح ممثليات إسرائيلية على أراضيه، بينما وافق عدد آخر على منح تأشيرات دخول إلى رجال الأعمال والسياح الإسرائيليين، في حين وافقت دول أخرى على إقامة خط هاتفي دولي مباشر مع إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، وافق بعض الدول العربية على إجراء اجتماعات علنية، على درجة رفيعة، مع مسؤولي الحكومة الإسرائيلية، في حين وافقت دول أخرى على السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجوائها، والقيام برحلات مباشرة من مطار بن ـ غوريون إلى مطاراتها.

ويعترف المسؤولون في كل من ديوان رئاسة الحكومة، ومكتب وزير الدفاع ووزارة الخارجية، بأنهم حتى الآن ليس لديهم صورة شاملة عن الاتصالات التي قام بها ميتشل مع الدول العربية للحصول منها على مبادرات تطبيعية. ويتوقعون في إسرائيل أن يلقي ميتشل الضوء على هذا الموضوع خلال زيارته القريبة.

وذكر مسؤول رفيع المستوى في ديوان رئاسة الحكومة، أن المبعوث مولخو أجرى محادثات هاتفية مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، قبيل وصول ميتشل المتوقع في نهاية الأسبوع. ووفقاً لكلامه، فإن الثغرات في المواقف مع الإدارة الأميركية في موضوع الاستيطان آخذة في التقلص.

من جهة أخرى، وقّع وزير الدفاع إيهود باراك أمس، جزءاً من الأذونات لبناء 500 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية، وذلك بالاتفاق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وسيقوم باراك هذا الصباح بتوقيع أذونات جديدة. ويشمل البناء الجديد عدداً من المستوطنات هي: هار جيلو؛ موديعين؛ عيليت؛ وأريئيل. وستدخل هذه الأذونات حيز التنفيذ قبل بدء فترة التجميد الواردة في التفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة.

ولقد تطرق باراك في خطاب ألقاه في هرتسليا، إلى الاتفاق الوشيك مع الولايات المتحدة، والمتصل بتجميد الاستيطان، فقال:" نحن على مقربة من اتخاذ قرارات سياسية، ومن واجبنا أن نؤيد بوعي وبقلب مفتوح المبادرة الأميركية الرامية إلى التوصل إلى تسوية إقليمية شاملة في الشرق الأوسط. وستتضمن هذه التسوية بنوداً تطبيعية مع الأطراف المعتدلة في العالم العربي، كما ستحرك العملية السلمية مع الفلسطينيين ومع السوريين أيضاً في المستقبل". واعتبر باراك أن تأييد المبادرة الأميركية هو مصلحة إسرائيلية، حتى مع وجود خلافات مع الولايات المتحدة. وأشار إلى إمكان تجاوز هذه الخلافات وإلى تحريك هذه العملية السلمية المهمة التي ستؤدي إلى [حل] دولتين لشعبين. وشدد باراك على أن أي اتفاق سيجري التوصل إليه، يجب أن يؤدي إلى إنهاء النزاع، وإلى نهاية المطالب المتبادلة بين إسرائيل والفلسطينيين.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (7/9/2009) ذكرت في خبر لها أن اللجنة الوزارية السداسية أعطت نتنياهو الضوء الأخضر لمواصلة خطتة "التسوية ـ التجميد"، وذلك بعد أن استمع أعضاؤها إلى التقارير الأخيرة التي حملها المبعوثان مولخو وهيرتسوغ. ولقد أقر أعضاء اللجنة الوزارية السداسية، باستثناء الوزير أفيغدور ليبرمان الذي يقوم بزيارة إلى إفريقيا، خطة رئيس الحكومة المتضمنة موافقة على البناء في أماكن معينة، وبعد ذلك تجميد الاستيطان كبادرة حسن نية تجاه الرئيس باراك أوباما.