من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن جزءاً من النقاش بشأن الموضوع النووي الإيراني يتطرق إلى السؤال التالي: كيف يمكن منع التسلح النووي الإيراني؟ والجزء الآخر منه يدور حول مسألة النتائج المترتبة على هذا التسلح في حال حدوثه؟ سأتناول هنا الجزء الثاني من النقاش. أولاً، إن المقارنة المتكررة بين التسلح النووي الإيراني وبين الكارثة [المحرقة اليهودية]، ليست مقارنة خطأ فحسب، بل إنها أيضاً مسيئة إلى كل تفكير موزون وعقلاني، وهو الشرط الضروري لكل نقاش بشأن موضوعات الأمن القومي، وبصورة خاصة الموضوعات النووية.
· ثانياً، بدأت إيران بتطوير بنى تحتية نووية، ليس بهدف تدمير إسرائيل، وإنما من أجل مواجهة التهديدات التي تحيط بها، أولاً من العراق وقدرته المحتملة على تطوير سلاح نووي، وثانياً من أجل ردع الدول النووية في محيطها الاستراتيجي. وفي النهاية، وأساساً، فإن إسرائيل تُعتبر في العالم صاحبة قوة نووية كبيرة جداً، وقادرة على توجيه ضربة ثانية.
· ينتهج النظام الإيراني سياسة متطرفة وعنيفة تجاه إسرائيل، ولذا، فإن إيران نووية تشكل تهديداً وجودياً محتملاً على إسرائيل. لكن من وجهة نظر الإيرانيين، فإن القدرة النووية الإسرائيلية تمثل تهديداً وجودياً على إيران. هكذا هو الوضع بين دولتين متخاصمتين. والسؤال الأساسي في علاقتهما هو كيفية المحافظة على استقرار ميزان ردع متبادل.
· إن الخطر الكامن في إيران نووية لا ينبع من الكراهية المتطرفة، والتشدد الديني اللذين ربما يؤديان، ظاهرياً، إلى هجوم إيراني نووي على إسرائيل، فهذا لن يحصل لأن التهديد متبادل، وإنما يكمن في الأوضاع المتأزمة التي من شأنها أن تؤدي إلى قرارات خطأ، وإلى سوء تقدير نيات الخصم.
· من الممكن ضبط هذه المخاطر. أولاً، بواسطة تطوير منظومات متطورة للرقابة والسيطرة سواء على الصعيد التكنولوجي أو الإنساني على حد سواء؛ ثانياً، بواسطة ترتيبات أمنية إقليمية؛ ثالثاً، بواسطة محاولة إيجاد قنوات اتصال ـ ربما أطراف ثالثة ـ تتوسط بين إسرائيل وإيران لإدارة أوضاع الأزمة.
· ومن أجل الوصول إلى ترتيب كهذا، فإن المصلحة الإسرائيلية تقتضي إيلاء أهمية قصوى لكل ما له صلة بالردع الإسرائيلي ـ الإيراني. والغريب، أن حكومة إسرائيل، التي يعلو صراخها من التهديد الإيراني، لا تفهم أن تسوية سياسية مستقرة مع سورية، هي أكثر أهمية من نقاش على قطع أرض.