· ثمة أمرٌ غريبٌ، لم يسبق له مثيل تقريباً، يحدث من دون أن تنتبه إسرائيل الرسمية إليه. فقد تحول الصراع الشيعي - السني الضخم، وصعود الإسلام السياسي، إلى أدوات تخدم إسرائيل. "أعمال الصدّيقين ينفذها أعداؤهم"، وأعداء إسرائيل منشغلون بالتناحر فيما بينهم، إلى حد أنهم تحولوا إلى حراس للحدود الإسرائيلية، وهم يقومون بهذا بشكل جيد، وحتى أفضل منا. وبدلاً من أن يستغلوا إسرائيل كأداة لهم، تحولوا هم إلى أداة بيدها.
· تحرس "حماس" قطاع غزة بكل جوارحها، وبصورة خاصة مناطق إطلاق [الصواريخ]، والحدود مع إسرائيل. فعندما خرق مقاتلو ميليشيا أكثر تطرفاً منها النظام، وأطلقوا النار في اتجاه إسرائيل، قامت "حماس" بذبحهم من دون رحمة. لقد أثبتت "حماس" أنها هي التي تسيطر على غزة، وأوضحت ذلك بالقوة.
· يحرس "حزب الله" جنوب لبنان بكل جوارحه، كي لا تدخله قوات سنيّة، مثل الفلسطينيين، أو المنضوين تحت لواء القاعدة. والمفارقة الكبيرة أن حزب الله تحول إلى أكبر عامل للاستقرار في الجنوب اللبناني، وهذا ينطبق أيضاً على الحدود مع إسرائيل. وبذلك يحافظ الحزب على قوته، مع علمه بأن أي تصدع إقليمي سيضره أولاً.
· أما "فتح" فتعمل ضد "حماس" في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] كما لم يحدث من قبل، وهي تعلم أنها إذا لم تكن يقظة في جميع الأوقات، فإن حركة "حماس" ستصفيها كما فعلت في غزة.
إن القاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً، هو أن أحداً منهم لا يقوم بهذا لمصلحة إسرائيل، لكنهم في محافظتهم على الهدوء في الحدود، فإنهم يحمون أنفسهم من أعدائهم، ولا علاقة لإسرائيل بهذا أبداً. هم يخشون قيام أعدائهم بعمليات استفزازية ضد إسرائيل، لأنهم يخشون ردة فعل إسرائيل العنيفة ضدهم على اعتبار أنهم المسيطرون على المكان.