جدل في الجيش الإسرائيلي بشأن كيفية خوض القتال البري في لبنان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

بعد ثلاثة أعوام على حرب لبنان الثانية، يبدو أنه لم يتم التوصل بعد إلى تصور متفق عليه بشأن نمط النشاط البري الذي يتعين على الجيش الإسرائيلي اتباعه في لبنان في أثناء القتال. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن هوة الخلاف بشأن هذا الموضوع تتسع، وأن الخلاف يتمحور حول السؤال: هل هناك حاجة إلى تكتيكات عسكرية تستخدم فيها الدبابات والمعدات الثقيلة، أم أنه يجب الاكتفاء بنشاط أسلحة المشاة؟

فخلال مؤتمر عقد أمس (الأربعاء) في موقع تابع لسلاح المدرعات في اللطرون، جرى فيه بحث موضوع التكتيكات العسكرية في مناطق القتال المعقّدة، شدد قائد سلاح المدرعات، العميد أغاي يحزقيئيل على أهمية القيام بعملية سريعة في عمق الأراضي اللبنانية بواسطة الدبابات، وعلى أهمية المعدات القتالية الثقيلة.

بعد بضع دقائق، صعد قائد سلاح المشاة والمظليين، العميد يوسي بيخِر، إلى المنبر وقال إن مقاربة يحزقيئيل خطأ. وأضاف، وهو الضابط الذي شغل سابقاً منصب نائب قائد فرقة الجليل، ويعرف جنوب لبنان جيداً: "إن من سيحاول القيام بعملية عسكرية سريعة في عمق المنطقة سيتلقى ضربة أخرى في لبنان". وعلى حد قوله، فإن التفكير في القيام بعملية سريعة في عمق الأراضي اللبنانية ناجم عن عدم فهم طبيعة التهديد.

ورداً على سؤال من أحد المراسلين بشأن الخلاف بين القائدين، قال يحزقيئيل إن هناك 165 قرية، ومليون ونصف مليون نسمة في جنوب لبنان، وإنه ليس من الضروري أن يكون المرء قائداً كبيراً كي يفهم طبيعة التحدي. وأضاف: "لقد استمرت حرب لبنان 33 يوماً. فهل تستطيع الجبهة الداخلية الإسرائيلية الانتظار ريثما يتم القيام بعمليات برية للمشاة في جميع أنحاء المناطق اللبنانية، ولشهرين أو ثلاثة أشهر؟ هذا غير ممكن، لا من حيث طول النفس، ولا طول مدة القتال. لدى المجتمع الإسرائيلي مطالب واضحة جداً فيما يتعلق بهذا الموضوع، وقد قال كلمته بعد حرب لبنان الثانية". وعلى حد قوله، هناك أهمية للعمليات البرية للمشاة، بما في ذلك عمليات إنزال قوات المشاة، غير أن هذه يجب أن تترافق مع تكتيكات تقوم بها الدبابات التي تتحرك نحو الأهداف.

ومما لا شك فيه أن موقفي يحزقيئيل وبيخِر المختلفين يكشفان أنه لا يزال لدى الجيش الإسرائيلي، وبعد ثلاثة أعوام من حرب لبنان الثانية، علامات استفهام بشأن أساليب العمل التي يجب اتباعها في جنوب لبنان.