أمر تجميد البناء في المستوطنات لن يمدد، لكن المؤسسة الأمنية لن تقرّ البناء فعلياً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

لاحت في الأفق أمس تسوية فيما يتعلق بتجميد البناء في المستوطنات تقوم على تفاهم ضمني فحواه أن الجهات الأمنية في المناطق [المحتلة] لن تقرّ خطط بناء جديدة، لكن من الناحية الرسمية لن تتخذ الحكومة قراراً بتمديد التجميد. وقد تبين بعد التدقيق أن سريان أمر التجميد سينتهي في 30 أيلول/ سبتمبر وليس في 26 من الشهر نفسه. وأمس قال مصدر فلسطيني قريب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لصحيفة "هآرتس" إنه ليس من المهم، من ناحية السلطة، أن تعلن إسرائيل تجميد البناء، وإنما أن تجمده فعلاً.  ووفقاً للقانون والإجراءات المتبعة في المناطق [المحتلة]، فإن القائد العسكري الذي يخضع لوزير الدفاع هو الجهة المخولة توقيع تراخيص البناء، أو إصدار الأوامر بوقف الأشغال في المنطقة.

وذكر المصدر الفلسطيني نفسه أن السلطة الفلسطينية تنوي أن توضح خلال المفاوضات المباشرة مع إسرائيل أنها لن توافق على تجريد المناطق [الفلسطينية] من السلاح بصورة تامة، لكن الفلسطينيين سيوافقون على نشر قوات أجنبية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحتى على منح تلك القوات تفويضاً أوسع من ذلك الممنوح لقوات اليونيفيل في لبنان، وذلك من أجل تأمين حدود الدولة الفلسطينية والاستجابة لحاجات إسرائيل الأمنية.

وأمس لمّح الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إلى أن مشاركة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في الجولة الثانية من محادثات السلام التي ستُعقد في شرم الشيخ تهدف من جملة أمور أخرى إلى حل قضية تجميد البناء في المستوطنات.

من جهة أخرى، كرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله أمس إنه ليس هناك أي ضمانة لنجاح محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، على الرغم من أنه ينوي محاولة الدفع قدماً نحو التوصل إلى اتفاق سلام خلال عام. وقال في كلمة مسجلة بثها ديوانه على الإنترنت بمناسبة حلول العام الجديد [في التقويم العبري]: "خلال هذا العام، وبعد جهود كبيرة، قمنا بتحريك المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين. إنها خطوة مهمة في محاولة الدفع قدماً نحو التوصل إلى اتفاق سلام بيننا وبينهم. أقول إن هذه محاولة، لأنه ليس هناك أي ضمانة للنجاح. هناك فعلاً عقبات كثيرة، وهناك العديد من المتشككين وكثير من الأسباب التي تدعو إلى الشك، لكن هناك حاجة إلى محاولة التوصل إلى اتفاق سلام".

وأضاف: "نحن نحاول التوصل إلى اتفاق سلام، بصدق لكن ليس بسذاجة، ونصر على أن تقوم التسوية بيننا وبين الفلسطينيين على أساسين: الأمن، والاعتراف بدولة الشعب اليهودي. الأمن، لأن أي سلام لن يصمد ما لم يرتكز إلى ترتيبات أمنية حقيقية في الميدان، والاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي".