من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا شك في أن رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، نجح خلال العامين الفائتين في أن يحقق معجزة اقتصادية حقيقية في الضفة الغربية. وتؤكد المعطيات الرسمية أن نسبة النمو الاقتصادي في الضفة الغربية بلغت 7%، وتتحدث تقديرات غير رسمية عن احتمال أن تصل إلى 11% سنوياً، وأن نسبة البطالة تراجعت من 19% إلى 15%.
· وثمة ثورة أخرى خافية عن الأنظار، هي الثورة الأمنية. فقد قام الجيش الإسرائيلي بتخفيض عدد الحواجز العسكرية من 45 إلى 14 حاجزاً عسكرياً، وكفّ تقريباً عن شن عمليات عسكرية كبرى. ولم يؤد تخفيض التواجد، وتجنب الاحتكاكات إلى استئناف "العمليات الإرهابية" وساد الهدوء.
· إن الذي يجعل مثل هذا الهدوء سائداً هو التعاون غير المسبوق بين الجيش الإسرائيلي وخمسة أجهزة أمنية فلسطينية، فالتنسيق بين هذه الأجهزة الأمنية نفسها، من جهة، وبين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، من جهة أخرى، لم يكن وثيقاً كما هو في الوقت الحالي.
· أمّا الثورة الثالثة، التي تشهدها الضفة الغربية، فهي ثورة في الوعي. فعلى مدار أعوام طويلة كانت الحركة الوطنية الفلسطينية موبوءة بالعرفاتية التي تطلعت إلى أن تكون علمانية ـ براغماتية إلا إنها بقيت قومية متطرفة ـ دينية، وظلت متركزة في القضاء على إسرائيل لا في بناء فلسطين. غير أن موت ياسر عرفات، وسيطرة "حماس" على غزة، أديا إلى تحرر الضفة الغربية من العرفاتية. في الوقت نفسه فإن الإدراك أن الانتفاضة الثانية كانت كارثة أدى إلى أن يأخذ الفلسطينيون زمام المبادرة لبناء المستقبل بأيديهم.
· إن هذه الثورات الثلاث تواجه الآن خطرين: الأول، كامن في اليمين الإسرائيلي، الذي يرغب في أن يشرعن البؤر الاستيطانية غير القانونية، وفي أن يقوم بأعمال بناء في المستوطنات كلها؛ الثاني، كامن في القيادة الفلسطينية، التي تصر على التوصل إلى حل دائم فوري، ومن المحتمل أن تهدم كل ما تم بناؤه من خلال العودة إلى الجدل بشأن حق العودة.
· بناء على ذلك، فإن ما يتعين على المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أن يفعله هو أن يبلور لرئيسه، باراك أوباما، خطة سياسية مبتكرة تستند إلى نهج سلام فياض، وتقرّب الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة بصورة واقعية. إن التحدي الماثل أمام أوباما في الخريف المقبل هو أن يمنح الثورة الحالية في الضفة الغربية أفقاً سلمياً جديداً، وعدم العودة إلى واقع الحرب.