وصف موشيه يعلون حركة "السلام الآن" بالفيروس، يثير عاصفة من الردود داخل إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أثار كلام رئيس الأركان السابق ونائب رئيس الحكومة الحالي موشيه يعلون، أمام ناشطين من الجناح الصقري في حزب الليكود، والذي شدد فيه على شرعية البؤر الاستيطانية، وهاجم خطة الانفصال عن غزة ووصف حركة "السلام الآن" بالفيروس، عاصفة في الأوساط السياسية.

ورد موشيه فايغلين عضو الليكود الذي دعا إلى اللقاء المذكور أعلاه، على قرار نتنياهو استدعاء يعلون للتباحث معه بشأن أقواله هذه، بأن رئيس الحكومة وصل إلى منصبه على الرغم من عدم فوزه في الانتخابات الأخيرة وهزيمته أمام حزب كاديما. واعتبر فايغلين استدعاء نتنياهو يعلون "فضيحة" ستؤدي إلى المزيد من تدهور الليكود.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (20/8/2009) نقلت عن مكتب رئيس الحكومة أن كلام الوزير يعلون غير مقبول لا في المضمون ولا الشكل، وهو لا يمثل رأي الحكومة. وجاء في البيان أن رئيس الحكومة الذي يؤمن بتعددية الآراء داخل الرأي العام الإسرائيلي يرى ضرورة احترام آراء الآخرين والمحافظة على وحدة الشعب.

وأشارت الصحيفة إلى أن بداية العاصفة كانت الكلام الذي قاله يعلون في اجتماع لأنصار موشيه فايغلين الذين ينتمون إلى اليمين المتشدد في الليكود، والذي وصف فيه حركة "السلام الآن" والنخبة بالفيروس، مشدداً على حق اليهود في العيش في كل مكان من أرض إسرائيل إلى الأبد.

وجاءت أعنف ردة فعل على هذا الكلام من جانب عضو الكنيست أوفير بينيس [حزب العمل]، الذي دعا إلى إقالة نائب رئيس الحكومة من منصبه، ففي رأيه مَن لا يؤمن بالسلام يجب ألا يكون في الحكومة الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن أوساط مقربة من وزير الدفاع، استياءها من كلام يعلون، لكن هذه الأوساط امتنعت من مهاجمته علناً وقالت إن كلام اليمين لا يهم الجمهور الإسرائيلي، وإن آراء حركة "السلام الآن" جزء لا يتجزأ من الخطاب الديمقراطي الضروري للمجتمع الإسرائيلي، والكلام الخطر الصادر عن الوزير يعلون ليس لائقاً ولا يليق بصاحبه.

من جهة أخرى، اعتبر الناطق باسم حزب كاديما أن كلام يعلون "يكشف الوجه الحقيقي لنتنياهو"، ويدل على التوجه الحقيقي لهذه الحكومة، وعلى أن محور بيبي ـ يعلون ـ فايغلين يشكل خطراً على مصالح إسرائيل.

وذكرت صحيفة "هآرتس" (20/8/2009) أن كلام يعلون تسبب بمشكلة داخل الليكود أيضاً: فقد هاجم عدد من مسؤولي الحزب كلام يعلون واستنكروه، معتبرين أن ما جرى هو تحالف سياسي بين مجموعة معادية للصهيونية، وتؤيد الفرار من الجيش الإسرائيلي والتمرد على الأوامر، وبين رئيس أركان سابق. ورأوا أن الكلام عار على يعلون نفسه الذي يتعين عليه أن يسارع إلى الاعتذار عنه. وأضاف هؤلاء أن تصريحاته عديمة المسؤولية ومتطرفة ومسيئة إلى الليكود وإلى رئيس الحكومة، وإلى الدولة بأسرها.

ونقلت الصحيفة رد الأمين العام لحركة "السلام الآن" ياريف أوبنهايمر الذي قال: يعلون هو خطر حقيقي على الديمقراطية الإسرائيلية، وكلامه يهدد الحركة ويجعلها مستهدفة.

وتساءل معلق الشؤون الحزبية في "هآرتس" يوسي فيرتر عما إذا كان نتنياهو هو وراء كلام يعلون، لا سيما أنه يشغل منصب نائبه، ورأى أن تصريحات يعلون لا بد من أن تنعكس على اللقاء المرتقب في لندن بين نتنياهو والمبعوث الأميركي جورج ميتشل.