· على الرغم من أن أجهزة الرادار والدفاع في إسرائيل عملت كما يجب رداً على قيام طائرة من دون طيار باختراق الأجواء الإقليمية الإسرائيلية أمس (السبت)، إلاّ إنه لا يجوز التغاضي بأي حال من الأحوال عن حقيقة أن عملية إسقاط هذه الطائرة تمت على بُعد 30 كيلومتراً من المفاعل النووي في ديمونـا [جنوب إسرائيل].
· ولا بد من القول إن إسرائيل التي تهدد صباح مساء بشن هجوم عسكري على إيران، وتقوم طائراتها بالتحليق بصورة حرة في الأجواء الإقليمية اللبنانية بغية التقاط صور متعددة، قد تلقت أمس إنذاراً فحواه أنها يمكن أن تكون عرضة لتحليق طائرات في أجوائها الإقليمية، تقوم بالتقاط صور لمواقع عسكرية متعددة بما في ذلك منشآت استراتيجية حساسة.
· كما تجدر الإشارة إلى أن عملية إسقاط الطائرة لم تتم في أثناء تحليقها فوق البحر، وإنما بعد أن أفلحت في التحليق فوقه، وفي اختراق الأجواء الإقليمية الإسرائيلية فوق اليابسة والتحليق فيها أكثر من 20 دقيقة.
· مع ذلك، يجب النظر برضى إلى حقيقة أن منظومات الرادار تمكنت من رصد هذه الطائرة، وفور الاشتباه بها أطلق سلاح الجو نحوها طائرات من طراز "إف 16" قامت بإسقاطها. ويعكس هذا الرصد قدرة تكنولوجية لا يجوز الاستخفاف بها، ولا سيما أن الحديث يدور على نوع من الطائرات الصغيرة والبطيئة.
· يبقى الأهم من هذا كله كامن في أن إرسال هذه الطائرة يشكل برهاناً آخر على أن أعداء إسرائيل لا يكفون طوال الوقت عن البحث عن ثغرات يمكنهم النفاذ منها، وأنهم ماضون قدماً في إعداد ما سمّاه [الأمين العام لحزب الله] السيد حسن نصر الله بـ "سلاح المفاجأة" الذي من المفترض أن يخترق العمق الإسرائيلي في أي مواجهة في المستقبل.
· وعلى الرغم من أن الأسئلة المتعلقة بحادثة هذه الطائرة ما زالت أكثر من الأجوبة المؤكدة، إلاّ إنه ما من شك في أن هذه الحادثة تشكل نقطة مفصلية أمنية مهمة للغاية، ذلك بأنها تشير إلى أن الإيرانيين أرسلوا إلينا من خلال حزب الله في لبنان رسالة تحذير فحواها ما يلي: في أي حرب مقبلة لن تكون إسرائيل عرضة لإطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية فحسب، بل أيضاً عرضة لاختراق طائرات من دون طيار ربما تكون محملة بالمواد المتفجرة.