أظهرت التحقيقات الأولية التي أجراها الجيش الإسرائيلي أن الطائرة من دون طيّار، التي قامت أمس (السبت) باختراق الأجواء الإقليمية الإسرائيلية وحلقت فيها أكثر من 20 دقيقة قبل أن تقوم طائرات سلاح الجو بإسقاطها، هي طائرة من صنع إيراني، ومزودة بتكنولوجيا متطورة، فضلاً عن كونها كبيرة نسبياً.
وأشارت هذه التحقيقات أيضاً إلى أن الطائرة أطلقت صباح أمس (السبت) من الأراضي اللبنانية، وحلقت بداية فوق البحر الأبيض المتوسط ولدى وصولها قبالة شواطئ قطاع غزة اتجهت شرقاً نحو اليابسة. وفي تلك اللحظة تمكنت أجهزة الرادار الإسرائيلية من تحديد هويتها، وقامت عدة طائرات من طراز "إف 16" تابعة لسلاح الجو بإسقاطها في منطقة مفتوحة. وقد نقلت المعلومات المتعلقة بهذه الطائرة على الفور إلى كل من رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بني غانتس، ووزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وعقد رئيس هيئة الأركان العامة اجتماعاً أمنياً خاصاً فور إسقاط هذه الطائرة. كما عقد اجتماعاً آخر في ساعات المساء لتقدير الموقف من الناحية الاستخباراتية.
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن التقديرات السائدة لدى الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن الهدف من إطلاق هذه الطائرة هو التقاط بعض الصور، ودراسة مدى يقظة أجهزة الرصد والدفاع لدى سلاح الجو الإسرائيلي، وذلك تمهيداً لإطلاق طائرات من دون طيار أكثر تطوراً في المستقبل.
تجدر الإشارة إلى أن حزب الله في لبنان يحاول في الأعوام الأخيرة أن يعزز قدراته في كل ما يتعلق بمجال استخدام الطائرات من دون طيار، ويتلقى في هذا الشأن مساعدات مباشرة من إيران. كما أن حركة "حماس" في قطاع غزة تحاول أن تتزود بطائرات كهذه. وقد تلقت إسرائيل مؤخراً معلومات استخباراتية تفيد بأن كلاً من حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية في القطاع تمتلك عدة طائرات من دون طيار حصلت عليها من إيران.