الموضوع الإيراني هو الأكثر مدعاة للقلق في جدول أعمال إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة بائسة، إلا إنها تضم هيئة تستحق الثناء والتقدير هي "المجموعة السداسية". فهذه المجموعة تُعتبر بمثابة طاقم استراتيجي أعلى، وهي تضم كلاً من [رئيس الحكومة] بنيامين نتنياهو و[وزير الدفاع] إيهود باراك و[وزير الخارجية] أفيغدور ليبرمان و[الوزراء] موشيه يعلون ودان مريدور وبني بيغن، كما أنها الموجّه الرئيسي للسياسة الخارجية والأمنية الإسرائيلية.

·      إن المعلومات الأكثر مدعاة للقلق، والمدرجة، في الوقت الحالي، في جدول أعمال "المجموعة السداسية"، هي تلك المتعلقة بإيران. فهذه الدولة جددت، في سنة 2005، مشروعها النووي العسكري، واستكملت في سنة 2006 عمليات البحث والتطوير، ثم بدأت في سنة 2007 عملية الإنتاج الصناعية لليورانيوم المخصب، واجتازت في سنة 2008 العتبة التكنولوجية التي تتيح لها إمكان إنتاج سلاح نووي، وسيكون في حيازتها، في نهاية سنة 2009، مواد انشطارية تكفي لإنتاج أول قنبلة نووية.

·      في حال وجود رغبة قوية لدى إيران في امتلاك سلاح نووي، فإن في إمكانها أن تنجز ذلك في الصيف المقبل، غير أنها تدرك أن اللهاث السريع نحو السلاح النووي ينطوي على مخاطر جمّة، ولذا فإنها تعمل ببطء.

·      بناء على ذلك، فإن الزيارات كلها، التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى، خلال الأسبوع الفائت، للدول العربية، تركزت على موضوع واحد فقط هو إيران. وقد تبين أن بعض الزعماء العرب المعتدلين بدأ يبادر إلى إقامة مشاريع نووية مدنية يمكن أن تتحول إلى مشاريع نووية عسكرية. إن الرسالة التي تنطوي عليها هذه المقاربة واضحة جداً: إذا أصبحت إيران دولة نووية فإن الشرق الأوسط برمته سيصبح نووياً أيضاً. وهذا ما تستعد له كل من مصر والسعودية وتركيـا.

·      هذا كله يعني، بالنسبة إلى إسرائيل، أن القرارات التي ستضطر "المجموعة السداسية" إلى اتخاذهـا هي قرارات مصيرية. وفي رأيي، فإن التحدي الماثل أمامها هو تحد مزدوج: إذ يتعين عليها، من جهة، أن تفكر بحل إبداعي يكون بديلاً من الحوار مع إيران، أو من فرض عقوبات عليها، ومن جهة أخرى، عليها أن تعمل على جعل الولايات المتحدة تغيّر موقفها الحالي إزاء الموضوع.