بوش وإيران: البحث عن إنجاز ولو ضئيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       لا شك في أنه لو كان في إمكان الرئيس الأميركي، جورج بوش، أن يتعرّض لإيران بكل القوة العسكرية والقنابل الذكية التي في حيازته، لكان أقدم على فعل ذلك. إن الذين التقوا الرئيس الأميركي، في الآونة الأخيرة، خرجوا بانطباع أنه ما زال راغبًا في أن يشهر السيف في وجه طهران، غير أنه بات يدرك حدود قوته، وأن ذلك مستحيل في الأوضاع الراهنة.

·       يبدو أن الرئيس بوش قرر أن يتخلى عن سياسة العصا، وأن يبدأ التلويح بالجزرة إزاء إيران، وذلك في ظل هبوط نسبة التأييد الشعبي له إلى أدنى من 20%، وفي وقت أصبح الاقتصاد الأميركي على حافة الانهيار، وباتت أسعار النفط كابوسًا اقتصاديًا، ولا يزال الجيش الأميركي متورطًا حتى عنقه في حربين دمويتين في العراق وأفغانستان.

·       بعد أربعة أشهر ستنتخب الولايات المتحدة رئيسًا جديدًا لها، وبعد شهرين من ذلك سيعود بوش إلى مزرعته في تكساس، من دون أي إنجاز سياسي دولي يمكنه أن يتباهى به. فقد تبخر وعده بإقامة دولة فلسطينية حتى انتهاء ولايته، وأصبح قسمه بأن يجعل العراق مكانًا آمنًا وأفغانستان فخر الديمقراطية أشبه بالنكتة. وحتى صراعه ضد القاعدة مُني بفشل ذريع.

·       في مثل هذه الحالة، فإن بوش يحاول أن يسجل لنفسه إنجازًا واحدًا على الأقل. ولذا، أعطى ضوءًا أخضر لمجموعة موظفين في وزارة الخارجية الأميركية عرضت فتح مكتب مصالح في إيران. صحيح أن مثل هذا الأمر لن يحدث غدًا، غير أن مكتبًا من هذا القبيل أصبح مصلحة كبيرة لبوش في الوقت الحالي.

·       إن المشكلة الحقيقية في هذا الانقلاب في تفكير بوش هي أنه ينجرّ إليه، ولا يؤمن به حقًا. كما أن انجراره يأتي متأخرًا جدًا. إن بوش لن ينجح في أن ينجز في نصف عام ما لم يستطع فعله على مدار الأعوام الثمانية الفائتة. 

 

المزيد ضمن العدد 494