قيادة "فتح" الجديدة لن تكون أكثر تطرفاً إزاء إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      أصبح في إمكان رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة "فتح" ، محمود عباس، أن يتنفس الصعداء أمس، بعد أسبوع من افتتاح المؤتمر العام السادس للحركة، وذلك بسبب انتصاره الساحق. فهو لم يحقق نجاحاً في عقد المؤتمر فحسب، الأمر الذي فشل الرئيس الأسطوري السابق لحركة "فتح" ياسر عرفات في تحقيقه، بل إن المؤتمر أيضاً انتهى من دون حوادث استثنائية تقريباً. علاوة على ذلك، فإن عباس انتُخب بالإجماع رئيساً للحركة.

·       من ناحية أخرى، يمكن لقيادة "فتح" الجديدة، التي انتُخبت، أن تعرض على الجمهور العريض وجوهاً جديدة أكثر شعبية وأقل فساداً، والأهم من ذلك أنها ذات سمعة وطنية، جزء منها كان أو لا يزال أسيراً في السجون الإسرائيلية (جبريل الرجوب؛ مروان البرغوثي؛ محمد دحلان؛ حسين الشيخ)، وجزء آخر كان في صفوف "فتح" في لبنان (محمود العالول؛ محمد المدني؛ جمال محيسن).

·      هناك منتصر آخر في المؤتمر هو حركة "فتح" نفسها، فقد أثبتت للشارع الفلسطيني أن الديمقراطية ليست شعاراً فقط. فمثلاً، نهار الأربعاء الفائت، قال حسام خضر، وهو من مخيم بلاطة، لمحمود عباس، إن مكانته [عباس] في المؤتمر مماثلة لمكانة أي عضو آخر. ولا شك في أن قولاً كهذا ما كان ليمرّ مرور الكرام في أيام عرفات.

·      كما أن عملية الاقتراع كانت خالية من التزوير وجرت أمام الكاميرات التلفزيونية، في حين أن حركة "حماس" تنتخب قيادتها في الظلمات بعيداً عن عيون الجمهور الفلسطيني العريض.

·      يبدو الآن أن لدى "حماس" أسباباً وجيهة لعدم المطالبة بإجراء انتخابات عامة في المناطق [المحتلة]، ولتكريس الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة. فتدهور شعبية هذه الحركة في صفوف الرأي العام الفلسطيني، من جهة، والوحدة التي تجلت لدى "فتح" في إثر انتهاء المؤتمر السادس، من جهة أخرى، يقللان من احتمالات فوز "حماس" في الانتخابات المقبلة. ومن المحتمل أن يساعد التوصل إلى صفقة للإفراج عن [الجندي الإسرائيلي الأسير] غلعاد شاليط "حماس" على التخلص من أوضاعها الصعبة في الشارع الفلسطيني.

·      وبالعودة إلى نتائج مؤتمر "فتح"، لا بُد من تأكيد أنه ليس من المتوقع أن تطرح القيادة الجديدة مواقف متطرفة أكثر في مقابل إسرائيل، إذ إن أعضاء هذه القيادة، في معظمهم، اضطلعوا بدور في الاتصالات مع الإسرائيليين، مع أنهم قد يمارسون الضغط على عباس كي لا يوافق على استئناف المفاوضات مع إسرائيل من دون تجميد مطلق لأعمال البناء في المستوطنات، بما في ذلك القدس الشرقية. كما أنهم معروفون بخطهم المتصلب إزاء "حماس"، باستثناء جبريل الرجوب، الذي يسعى لتحقيق مصالحة.