تخطط إسرائيل للقيام بـ "هجوم إعلامي" في الولايات المتحدة، على أعتاب فصل "الخريف السياسي" في أيلول/ سبتمبر. وفي إطار هذه الحملة الإعلامية، سيسافر كل من الوزراء دان مريدور، وموشيه يعلون، ويوسي بيليد، وبنيامين بيغن، ونائب وزير الخارجية داني أيالون، ورجال إعلام إسرائيليون، إلى الولايات المتحدة للقيام بحملة محاضرات ومقابلات في المدن الأميركية الرئيسية. والهدف من هذه الحملة هو تأكيد ضرورة معالجة التهديد الإيراني، وشرح الموقف الإسرائيلي بشأن المستوطنات، وبقية القضايا المتعلقة بالعملية السياسية المجمدة في الشرق الأوسط.
وقد بادر إلى اقتراح هذه الحملة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، بالتنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وحُدد موعدها في أيلول/ سبتمبر، قبل انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة بوقت قصير. فعشية ما تصفه وزارة الخارجية بالخريف السياسي الذي سيشهد نشاطاً مكثفاً، سواءً على صعيد الموضوع الإيراني، أو فيما يتعلق بموضوع العملية السياسية في الشرق الأوسط، تسعى القدس، عن طريق هذا الهجوم المنظم، لتغيير الرأي العام لمصلحة إسرائيل.
وبحسب رأي القيادة السياسية الإسرائيلية، فإن اقتراب الموعد الذي سيتعين على الرئيس أوباما أن يحسم فيه بشأن مسألة الاستمرار في سياسة الحوار مع إيران، والوقت الضائع جرّاء عدم قيام المجتمع الدولي بفرض عقوبات على طهران، يتطلبان القيام بهجوم منسق في هذا الموضوع أيضاً. وكجزء من هذا "الهجوم"، تقرر أن تغطي جولات الوزراء ورجال الإعلام الولايات المتحدة بكاملها، من الساحل إلى الساحل.
وستكون الرسائل الرئيسية التي سيوجهها الإعلاميون الإسرائيليون إلى الأميركيين متعلقة بالموضوع الإيراني، وسيسعون لتأكيد خطورة التهديد وطابعه الملحّ، انطلاقاً من افتراض وزير الخارجية ليبرمان والحكومة الإسرائيلية أن فرض المزيد من العقوبات على إيران في مجلس الأمن ربما يواجه صعوبات، وذلك بسبب معارضة الصين وروسيا لهذا الأمر. وتنوي إسرائيل أن تنشط في هذه المسألة وفقاً للسياسة المقبولة لدى واشنطن في هذه الأيام، وفحواها أنه في حال فشل مفهوم الحوار المباشر، فإن المجتمع الدولي سيقدم على فرض عقوبات من قبل كل دولة على حدة، وليس عن طريق الأمم المتحدة.
أما الرسائل التي سيوجهها هؤلاء في موضوع العملية السياسية فسيكون فحواها أن إسرائيل مستعدة للتقدم نحو السلام مع الفلسطينيين، بحسب شروطها هي. بكلمة أخرى: الاعتراف بدولة إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، إلى جانب إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، مع تقديم المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، ضمانات بعدم المساس بأمن إسرائيل. كما سيتحدث الإعلاميون الإسرائيليون عن ضرورة إلزام الدول العربية بالعملية السياسية الإقليمية، بحسب خطة الرئيس أوباما، وضرورة أن تعبر هذه الدول عن التزامها تجاه الدولة الفلسطينية العتيدة، وكذلك قيامها بخطوات تطبيعية مع إسرائيل.