قيادة ضعيفة، وعنيدة، ولعوبة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- ألقى الرئيس باراك أوباما خطاباً جميلاً في القاهرة في حزيران/يونيو 2009، ثم ألقى خطاباً قوياً عن مصر في شباط/فبراير 2011 ساهم في تنحية الرئيس حسني مبارك. لكن الرئيس أوباما فعل القليل جداً خلال الأشهر الستة الأخيرة لإعادة الاستقرار إلى مصر، ولأنه كان منهمكاً في معالجة مسألتي المستوطنات وحدود 1967، لم يتسن له طرح خطة مارشال حقيقية تنتشل أرض النيل. وقد أنقذ أوباما الوضع في منتصف ليل السبت الماضي، إلاّ إن هذا لم يغير الصورة الإجمالية. فخلال عهده، تتدهور الأمور في مصر إلى حالة الفوضى، ويتدهور السلام المصري ـ الإسرائيلي إلى الهاوية. وإذا لم يتصرّف أوباما بسرعة، ستتحول مصر إلى عراق ثانية كما حدث في عهد جورج بوش، أمّا السلام الذي يحاول جيمي كارتر إرساءه، فسيدفنه أوباما.
- أظهر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو صلابة مؤثرة تجاه الفلسطينيين في العامين الأخيرين، كما أظهر صلابة شديدة تجاه تركيا في الأشهر الأخيرة، باسم كرامة الدولة. لكن، نتيجة السياسة التي انتهجها نتنياهو وليبرمان، لم تتمكن إسرائيل من تهدئة النزاع مع الفلسطينيين قبل فورة البركان العربي. وكان من نتائج هذه السياسة تصعيد المواجهة مع تركيا إبان فترة من عدم الاستقرار الشديد. والآن، يتغذّى النزاع مع الفلسطينيين بالمواجهة مع تركيا والعكس بالعكس، وكلاهما يقوّي العدائية تجاه إسرائيل في العالم العربي. فطرد السفير الإسرائيلي من أنقرة يحاكيه تهريب السفير الإسرائيلي من القاهرة، وتفكك الحلف مع القوة الإقليمية في الشمال يؤدي إلى انهيار السلام مع القوة الإقليمية في الجنوب. وبدلاً من أن تدعّم إسرائيل وضعها في مواجهة الإعصار القادم، تصرّ على إضعاف ذاتها وعزل نفسها بالكامل.
- إن أوباما ونتنياهو ليسا مسؤولين عن الانهيار الاستراتيجي الذي نشهده حالياً. فالتطورات في الشرق الأوسط هي تغييرات هائلة لا يسيطر عليها أحد، لكن رئيس الولايات المتحدة يظهر ضعفاً غير مبرر، الأمر الذي يخلّف في المنطقة فراغاً خطيراً. كذلك يظهر رئيس الحكومة الإسرائيلية عناداً غير مبرر يُفقد إسرائيل كل أصدقائها، ويؤدي إلى اضمحلال كل تحالفاتها.