طعم الإذلال
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

  • إن الرد الإسرائيلي على احتجاز مسافري "شركة الطيران التركية" الإسرائيليين، الذين أخضعوا للتفتيش الدقيق في إستانبول، يقارب الهستيريا والرياء، فقد ضُخم هذا الحادث كثيراً وتحول فوراً إلى احتكاك إضافي لا لزوم له بين تركيا وإسرائيل.

     
  • لا شك في أن تصرف السلطات التركية في مطار إستانبول كان غير لائق، ولا ينبغي التغاضي عنه حتى لو كان نابعاً من ردة فعل انتقامية على ممارسة مماثلة للسلطات الإسرائيلية تجاه المسافرين الأتراك. لكن على المواطنين الإسرائيليين، وخصوصاً على حكومة إسرائيل والسلطة المشرفة على المطارات، التمعّن في الإجراءات المتبعة في المطارات بشيء من الخجل لأنه مشهد محرج.

     
  • إن التفتيش الأمني الذي يخضع له مواطنو تركيا في إسرائيل، أو المسافرون عبر تركيا إلى دول أُخرى معظم سكانها من المسلمين، هو تفتيش صارم ودقيق ومذل. ففي حين أن مواطني دولة إسرائيل اعتادوا السفر إلى تركيا من دون تأشيرة دخول، والتمتع بخدمات السياحة الممتازة، والتنقل عبر مجموعات كبيرة من السائحين في المدن والقرى وشواطىء السباحة، يُضطر الأتراك الذين يريدون زيارة إسرائيل إلى الخضوع لعملية مضنية تبدأ في القنصلية الإسرائيلية - حيث يواجَهون في أحيان كثيرة بالرفض غير المبرر - وتنتهي بالتفتيش المنهك والمذل.

     
  • لم تعتذر دولة إسرائيل يوماً إلى ضيوفها، ولم تفكر أبداً أنه يحق لهم الحصول على تعويض عن وقتهم الضائع وعن إذلالهم. حتى أن إسرائيل لا تحاول تفسير أسباب إجراءات التفتيش المؤذية التي تطبقها، كذلك لم تجب حتى الآن عن أسئلة المحكمة العليا بشأن التمييز الصارخ ضد المواطنين الإسرائيليين العرب قبيل سفرهم من المطارات الإسرائيلية.

     
  • في الأعوام الأخيرة، اشتكى المواطنون العرب من إجراءات التفتيش التي يخضعون لها بما يتجاوز الاعتبارات الأمنية المعقولة: تفتيش جسدي انتهاكي، تأخير غير مقبول، تحقيق في أمور لا علاقة لها بالرحلة، وأكثر من ذلك. ويتجاهل معظم المسافرين الإسرائيليين هذا التمييز الشائن، أو لا يلاحظونه على الإطلاق، فربما الآن، وبعد أن ذاقوا طعم المذلة، لن يستخفوا به بعد اليوم.