مع بدء الحملة الفلسطينية للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في الأمم المتحدة، ازدادت المخاوف أمس من انعكاسات هذه الخطوة على وضع إسرائيل. وقال مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى للصحيفة "إن الخطوة الفلسطينية ستؤدي إلى تراجع مكانة إسرائيل في العالم، وستزيد في العزلة التي تعانيها، وخصوصاً في أوروبا".
وفي الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل أن تُظهر أنه لن يكون للاعتراف بالدولة الفلسطينية انعكاسات على الأرض، تزداد التقديرات الأوروبية بأن هذه الخطوة ستؤثر سلباً في موقف الرأي العام في أوروبا من إسرائيل، وستزيد في قوة الأصوات المعارضة للاحتلال الإسرائيلي.
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيعمق عزلة إسرائيل على الساحة الدولية. ومن المتوقع في اليوم التالي للاعتراف أن يجري رفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني من مستوى القنصلية إلى مستوى السفارة. وقد بدأت هذه الخطوة بالأمس عندما أعلن السفير الأسوجي أن القنصلية الفلسطينية في استوكهولم باتت اليوم سفارة.
وذكر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة أنه "في اليوم الذي تحصل فيه الدولة الفلسطينية على الشرعية الدولية، ستتحول إسرائيل إلى دولة لا تحترم القانون الدولي، وسيظهر بوضوح للجميع أنها لا تحترم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتتصرف بصورة تتناقض مع شرعة الأمم المتحدة." وفي رأيه أن الحملة التي يقوم بها الفلسطينيون لنزع الشرعية عن إسرائيل هي سلاح أكثر فاعلية من الدبابات والطائرات.
ويضيف المصدر أنه بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية ستواجه الممثليات الإسرائيلية في الخارج أجواء أكثر عداءً، ولا سيما في ظل الإجماع الدولي بشأن حق الفلسطينيين في الحصول على استقلالهم. وأشار إلى أن مكانة إسرائيل لم تتراجع في أوروبا الغربية فقط، بل تراجعت أيضاً في دول أوروبا الشرقية الصديقة لها.
على صعيد آخر، أعلنت إدارة الرئيس أوباما للمرة الأولى أنها ستستعمل حق الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وجاء هذا في جلسة الاستماع التي جرت في اللجنة الخارجية لمجلس الشيوخ مع ويندي شيرمان المرشحة لمنصب مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية، التي قالت إنه في حال طُرح مشروع القرار على مجلس الأمن فإن الولايات المتحدة ستستخدم حق الفيتو ضده، لكنها شددت في المقابل على أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها وحتى اللحظة الأخيرة لمنع الفلسطينيين من طرح المطالبة بالاعتراف بدولتهم على التصويت أمام مجلس الأمن.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هَيوم" (9/9/2011) أن الموقف الأميركي أثار ارتياحاً في الأوساط الإسرائيلية، ونقلت عن الوزير غلعاد إرْدان (ليكود) قوله: "لقد أثبتت الولايات المتحدة أنها أقرب صديقة إلى إسرائيل، ولم يعد للتصويت في الأمم المتحدة أي أهمية، كذلك فإن كل من يؤيد الاقتراح الفلسطيني لا يساعد في تحقيق السلام، وإنما يضر إلى حد كبير بإمكان تحقيق اتفاق في المستقبل."
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي حاول أمس ثني الفلسطينيين عن القيام بخطوة أحادية الجانب، ودعاهم إلى العودة إلى التفاوض من دون شروط مسبقة.
وقد عبّر وزير الإعلام يولي إيدلشتاين (ليكود) عن تشاؤمه، وقال إن قرار الفلسطينيين التوجه إلى الأمم المتحدة معناه دفن عملية السلام.
في المقابل ضاعف الجيش الإسرائيلي عدد قواته في منطقة يهودا والسامرة وذلك قبيل النقاشات في الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي الوقت نفسه أصدر تعليماته إلى السكان في مختلف المناطق في يهودا والسامرة للبدء بالتدريب على مواجهة محاولات الهجوم أو التسلل إلى المستوطنات.