من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم من أن السلاح النووي الإيراني هو الموضوع الأساسي الذي يستحوذ على اهتمام مكتب رئاسة الحكومة وعلى اهتمام بنيامين نتنياهو نفسه، فإن هذا الأخير مقتنع، كذلك مكتبه، بأن في إمكان إسرائيل مواصلة تعاميها والاختباء في ظل سياسة الغموض النووي التي تنتهجها. وهذا هو السبب الذي دفع مكتب رئاسة الحكومة إلى إعلان معارضة إسرائيل الشديدة لمبادرة عقد مؤتمر في نهاية هذا العام أو في مطلع سنة 2013 في هلسنكي للبحث في مسألة تجريد الشرق الأوسط من السلاح النووي.
· فقد اتُخذ قرار الدعوة إلى المؤتمر في سنة 2010 خلال اجتماع اللجنة المكلفة دراسة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، والتي لا تضم إسرائيل في عضويتها. يومها دعمت إدارة أوباما فكرة المؤتمر، الأمر الذي أثار الذعر في إسرائيل، فسارعت الحكومة إلى إعلان عدم رغبة إسرائيل في المشاركة في أعمال المؤتمر. فيما بعد أدرك المسؤولون الإسرائيليون الضرر الذي يمكن أن يسببه هذا الرفض، فأصدروا بياناً قالوا فيه إن الموضوع قيد الدرس.
· في نهاية الأسبوع الماضي، أعلن مدير لجنة الطاقة الذرية في إسرائيل د. شاؤول حوريف، أن إسرائيل تعارض عقد المؤتمر، وشدد على أن فكرة شرق أوسط من دون سلاح نووي غير قابلة للتنفيذ الآن بسبب "الوضع العدائي والقابل للانفجار" في الشرق الأوسط.
· وبهذه الطريقة ضيع نتنياهو فرصة استغلال المؤتمر، الذي يجري التخطيط له، من أجل التوصل إلى تفاهمات مع إدارة أوباما يمكن أن تمنح إسرائيل أفضلية في الخطوات المستقبلية المتعلقة بالموضوع الإيراني. ومما لا شك فيه أنه لو وافقت إسرائيل على المشاركة في هذا المؤتمر، بعد وضع الشروط والتحفظات التي تمنع إلحاق الضرر بمصالحها الأمنية، فإن هذا كان سيضع إيران أمام معضلة صعبة، إذ كان سيجبرها هي أيضاً على إعلان مشاركتها في المؤتمر، وهي كانت ستلجأ على الأرجح إلى التحايل والمماطلة إلى أن تتمكن من الانتهاء من إنتاج السلاح النووي، الأمر الذي سيجعل المؤتمر يصل إلى حائط مسدود، وستتحمل إيران وحدها مسؤولية هذا الفشل، وستخرج إسرائيل منتصرة.
· منذ وقت طويل قبلت الإدارة الأميركية بكون إسرائيل دولة نووية. وقد أوضح الرئيس الأميركي أوباما ومستشاروه الكبار، أنه على الرغم من دعمهم لفكرة مؤتمر لنزع السلاح النووي من الشرق الأوسط، فإنهم ملتزمون المحافظة على التفوق الاستراتيجي لإسرائيل، وهذا يعني أن الولايات المتحدة لا تعتزم المس بالقدرة النووية الإسرائيلية. ولقد كرر باراك أوباما تعهداته هذه في أثناء لقائه نتنياهو في تموز/يوليو 2010. وحتى في واشنطن يشكون في احتمال عقد هذا المؤتمر في هلسنكي بسبب الخلافات في الآراء بشأنه، وهم يعلمون أن احتمالات توصل مؤتمر هلسنكي إلى خطوات يمكن أن تؤدي إلى تجريد الشرق الأوسط من السلاح النووي توازي الصفر. لكن على الرغم من ذلك فإن أوباما، الذي سبق أن أعلن رؤيته فيما يتعلق بتجريد العالم كله من السلاح النووي، كان مضطراً لمواصلة اللعبة.
· لكن القدس، وكعادتها، تسارع إلى ردات الفعل الرافضة لأي حديث عن سلاحها النووي، ولا تزال متمسكة بسياسة الغموض النووي التي باتت مثيرة للسخرية. وبهذه الطريقة ضيعت إسرائيل فرصة استغلال مناسبة عقد المؤتمر المعروفة نتائجه سلفاً. فقد كان في إمكانها إبداء سرورها للمشاركة في المؤتمر، وتحسين العلاقات مع أوباما، والاستفادة من فكرة المؤتمر من دون المجازفة بإلحاق الضرر بقدراتها النووية، التي يعلم كل العالم امتلاكها لها.