وفقاً لتقرير "مجموعة الأزمات الدولية"، فإن خطأ واحداً في التقدير يكفي لاندلاع مواجهة عسكرية أخرى بين إسرائيل وحزب الله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يؤكد التقرير الذي صدر مؤخراً عن "مجموعة الأزمات الدولية" (ICG) أن الهدوء القائم في الجبهة الإسرائيلية ـ اللبنانية منذ انتهاء حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006] هو هدوء هشّ، وأن خطأ واحداً في التقدير لدى أحد الجانبين [إسرائيل وحزب الله]، يكفي لاندلاع مواجهة عسكرية كبرى بينهما. ولذا، فإن الذين كتبوا التقرير اختاروا له العنوان التالي: "طبول الحرب: إسرائيل ومحور المقاومة".

·       وقد أجرت مجموعة الباحثين التي كتبت التقرير، خلال الأشهر القليلة الفائتة، لقاءات مع كبار المسؤولين في كل من حزب الله وسورية وإسرائيل، تبين لها في إثرها أن السبب الرئيسي الذي يمنع الحرب هو خشية الأطراف كلها من أن تكون المواجهة العسكرية المقبلة أكثر شمولاً وتدميراً من المواجهات السابقة كلها.

·       وقال مسؤولون كبار في حزب الله إن الصواريخ التي في حيازتهم ستردع إسرائيل عن خوض مواجهة أخرى، لأنها تجعلها تدرك الثمن الباهظ الذي ستتكبده في حال إقدامها على شنّ هجوم عسكري على لبنان. ومع ذلك، فإن مصدراً رفيع المستوى في الحزب أكد أن الحرب حتمية، لأن الجيش الإسرائيلي "لا بُد من أن يعمل على ترميم صورته باعتباره جيشاً لا يُقهر". وفي المقابل، فإن هذا المصدر نفسه أكد أن إسرائيل ستكون مضطرة، في الحرب المقبلة، إلى شنّ عملية عسكرية برية واسعة النطاق في عمق الأراضي اللبنانية، كما حدث في إبان الغزو الإسرائيلي للبنان في سنة 1982، وحرص على تأكيد أن أي هجوم إسرائيلي، حتى لو كان محدوداً، سيجرّ ردة فعل قوية من طرف حزب الله. وأوصت مجموعة البحث بعدم التعامل مع هذه التهديدات على أنها جوفاء، وأعادت إلى الأذهان أن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، برهن طوال الأعوام على أنه ينفذ وعوده.

·       من ناحية أخرى، فإن المقابلات التي أجرتها مجموعة الباحثين في إسرائيل بينت أن الواقع في الشمال، من وجهة نظر المسؤولين في القدس، يبدو مختلفاً كلياً، وأنه ما دام حزب الله مستمراً في تسليح نفسه فإنه يشكل تهديداً خطراً، والاستنتاج من ذلك هو أنه "يجب القيام بعمل ما". وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى "إن السكان المدنيين سيكونون في المواجهة المقبلة أكثر عرضة للمساس، وأعتقد أن حزب الله سينزل بنا ضربة مؤلمة، سواء في بداية القتال أو في أثنائه. وإزاء ذلك، من المتوقع أن ترد إسرائيل الصاع صاعين، وأن تمارس ضغوطاً كبيرة على الحكومة اللبنانية وعلى السكان المدنيين".

·       وأعربت مصادر أميركية رفيعة المستوى أمام مجموعة الباحثين عن خشيتها من انجرار سورية إلى المواجهة المقبلة بين إسرائيل وحزب الله، وذلك نتيجة "التلاحم غير المسبوق" القائم بين المنظومات العسكرية لدى كل من سورية وحزب الله وإيران. ووفقاً لما قاله رجل أعمال سوري مقرّب من السلطة في دمشق، فإن مثل هذه المواجهة الكبرى، في حال وقوعها، سيسفر عن دمار هائل. وأضاف أن مواجهة كهذه ستدفع سورية أيضاً نحو أحضان إيران أكثر فأكثر.

على صعيد آخر، قالت مجموعة الباحثين إن هناك مصادر رفيعة المستوى في إسرائيل أعربت عن خشيتها من احتمال قيام طهران بممارسة ضغوط على حزب الله لمهاجمة إسرائيل، وذلك بغية صرف الأنظار عن المشروع النووي الإيراني، أو تخفيف وطأة الضغوط الدولية عليها، لكنها أكدت أن هذه المصادر الإسرائيلية ترتكب خطأ برؤيتها حزب الله مجرد أداة في يد إيران تحركها متى تشاء.