فشل تجربة صاروخ "حيتس" صفعة نفسية لإسرائيل والولايات المتحدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      على الرغم من محاولات مديري مشروع صاروخ "حيتس" [المضاد للصواريخ] في إسرائيل والولايات المتحدة تصوير تجربة إطلاقه، التي جرت في كاليفورنيا أمس، على أنها "نجاح جزئي"، فإن الحديث يدور في الواقع على إخفاق واضح. فحقيقة أن الصاروخ لم ينطلق نحو هدفه المباشر، تُعتبر الإثبات الأكثر وضوحاً على هذه التجربة، ولا سيما أنها كانت تهدف أساساً إلى إطلاق الصاروخ نحو الصاروخ المعادي.

·      بطبيعة الحال، فإن أي عملية تطوير صاروخ جديد تنطوي على عيوب، وقد واجه الأميركيون، مثلاً، إخفاقات كثيرة في أثناء تطوير صاروخ "تاد" المضاد للصواريخ، لكن إسرائيل، وخلافاً لما تصرّف الأميركيون بشأن "تاد"، سارعت إلى الترويج لصاروخ "حيتس" باعتباره يشكل منظومة عملانية كاملة.

·      منذ بضعة أعوام، يدّعي المسؤولون عن برنامج الصواريخ في إسرائيل المسمى "برنامج السور"، أن منظومة "حيتس" الدفاعية هي الأفضل في العالم، وأن في إمكانها أن توفر رداً لخطر تعرّض إسرائيل لقصف الصواريخ الطويلة المدى. لكن ما يتبين عملياً الآن هو أن خطر الصواريخ الطويلة المدى آخذ في الازدياد من دون وجود منظومة دفاعية تصل إلى مستوى تطور تلك الصواريخ في الآونة الأخيرة.

·      وتجدر الإشارة إلى أنه عندما بدأت عملية تطوير صاروخ "حيتس"، قبل أكثر من عشرة أعوام، كان الهدف منها هو توفير ردّ ملائم على صواريخ "سكود" التي تراوح مداها ما بين 300 و400 كيلومتر. لكن عندما تبين، بعد فترة وجيزة، أن الإيرانيين زادوا مدى الصواريخ التي في حيازتهم، بمساعدة كوريا الشمالية، اضطرت إسرائيل إلى تطوير منظومة صواريخ "حيتس 2". ومؤخراً، وجد المسؤولون عن تطوير الصواريخ في إسرائيل أنفسهم مضطرين إلى توفير رد جديد على صواريخ "شهاب 3"، التي تبين أنها موجودة في حيازة إيران، وأن في إمكانها أن تغطي مساحة إسرائيل كلها. ويبدو أن تجربة الإطلاق في كاليفورنيا كان لها علاقة بهذا الردّ الجديد. وهذا كله يحدث قبل أن نأخذ في الاعتبار أيضاً أن إيران على وشك تفعيل صاروخ جديد يبلغ مداه 2000 كيلومتر.

·      لا شك في أن فشل تجربة إطلاق صاروخ "حيتس" الجديد يثير البهجة في إيران، إذ إنه يعتبر في الوقت نفسه صفعة نفسية لإسرائيل وشريكتها الولايات المتحدة.