إفادات جنود إسرائيليين عن استخدام المدنيين كدروع بشرية خلال الحرب على غزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال عدد من جنود الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، إن قادتهم حثّوهم على إطلاق النار على المدنيين والمقاتلين الفلسطينيين من دون تمييز. وفي شهادات مطبوعة وموثّقة بالفيديو نُشرت اليوم (الأربعاء)، قال الجنود الذين يبلغ عددهم 30 جندياً، إن الأوامر التي صدرت إليهم من الجيش كانت تقضي بالحد من الإصابات في صفوف الجنود، وذلك من أجل ضمان التأييد الشعبي للعملية العسكرية.

"إن إصابة شخص بريء أفضل من التردد في استهداف عدو"، هكذا وصف جندي لم تحدَّد هويته فهمه للتعليمات المتكررة التي أُعطيت للجنود قبل العملية العسكرية وخلالها. وقال جندي آخر:  "إذا كنتَ غير متأكد، فاقتل. كانت القوة النارية جنونية. دخلنا [قطاع غزة] والانفجارات تدوي بشكل جنوني. ما إن وصلنا إلى خط البداية، حتى بدأنا بإطلاق النار على الأماكن المشتبه فيها.  في حرب المدن، كل شخص هو عدوك، وليس هناك أبرياء".

وقد وردت هذه الشهادات في تقرير مؤلف من 120 صفحة أصدرته منظمة "فلنكسر الصمت" على لسان 30 جندياً خدموا في القطاعات كلها التي شملتها العملية. ويقول التقرير: "إن الجنود، في أغلبيتهم، لا يزالون يخدمون في وحداتهم العسكرية النظامية، وقد لجأوا إلينا وهم يشعرون بالضيق جراء التدهور الأخلاقي للجيش الإسرائيلي"، مضيفاً أن إفاداتهم "تكفي لإثارة التساؤلات عن صدقية الروايات الرسمية للجيش الإسرائيلي".

ويصف الجنود إجراءً اتبعوه خلال العملية، فقد كانوا يجبرون المدنيين [الفلسطينيين] على دخول المباني المشتبه فيها قبل القوات الإسرائيلية. كما يصفون حالات كان فيها المدنيون يُجبرون على التقدم أمام الجنود بينما يسند الجنود بنادقهم على أكتافهم.

ويكرر التقرير اتهامات نفتها إسرائيل عن إطلاق الفوسفور الأبيض بصورة عشوائية في شوارع غزة، ويقتبس شهادات تتحدث عن "تدمير واسع النطاق لا يمت بصلة إلى أي تهديد مباشر للقوات الإسرائيلية"، وأخرى تتحدث عن قواعد اشتباك "متساهلة".