سيطرة البدو على النقب والعرب على الجليل سيحولانهما إلى كيانات بدوية - عربية مستقلة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

  • حذر طلب الصانع [عضو كنيست عن القائمة العربية الموحدة- الحركة العربية للتغيير] من انتفاضة ثالثة قد تندلع في النقب وحيفا. ربما لن تكون هناك حاجة إلى ذلك، لأن تهديدات السكان البدو في النقب ومثلها تهديدات العرب في الجليل وحيفا، ستردع السلطات ولن تستطيع الحكومة تطبيق خطة برافر، ولا خطط إسكان تتعلق بالبلدات اليهودية في الجليل الأوسط الذي تحول إلى منطقة عربية مستقلة ذاتياً، من دون أن تجرؤ الحكومات الإسرائيلية على وضع حد لهذه الظاهرة.
  • لقد أدرك أريئيل شارون إلى أين يمكن أن تؤدي السيطرة المقصودة والممنهجة للبدو والعرب على الأراضي، لكنه اضطر هو أيضاً إلى الخضوع للاعتبارات السياسية، ولم ينفذ أي قرار أصدرته المحاكم بإخلاء الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها. لذا لا نتوقع أن تجرؤ حكومة بنيامين نتنياهو بالذات على القيام بذلك.
  • هذا الأسبوع عرض تسفرير رينات في صحيفة "هآرتس" أفكار وحدة الاستيطان في الهستدروت الصهيوني بشأن فقط إسكان تتعلق بالبلدات اليهودية في الجليل. وعلى الفور تعالت الصيحات ضد الخطط العنصرية "لتهويد الجليل". لكن ليس للعرب ما يتخوفون منه في الجليل أيضاً، ففي الماضي وضعت الكثير من الخطط من أجل تشجيع اليهود على السكن في الجليل، لكنها فشلت كلها حتى في الفترة التي كان فيها "تهويد الجليل" ومنع الاستيلاء على الأراضي في النقب في نظر حزب العمل، خططاً صهيونية يجب الالتزام بها.
  • هناك من يقول إن تراجع الحكومة عن تنفيذ سياستها في الجليل يعود إلى فشل بنيوي في الحكم لدى رئيس الحكومة. لكن حقيقة الأمر هنا أكثر عمقاً بكثير، فهو يتعلق بالخضوع للقومية العربية والتساهل مع الحجج القومية للعرب. وفي مواجهة توجهات ما بعد – الصهيونية والتوجهات المعادية للصهيونية وسط اليهود الذين يعملون لإلغاء هوية إسرائيل بوصفها دولة للشعب اليهودي (لكنهم يؤيدون دولة قومية فلسطينية خالية من اليهود)، في مواجهة هذا كله تُظهر حكومة الليكود – "البيت اليهودي" مظاهر ضعف معنوي وعملي.
  • إذا لم نكبح هذه التوجهات فإن هذا سيؤدي إلى كارثة، إذ ستتحول أجزاء كبيرة من الجليل والنقب إلى كيانات بدوية – عربية مستقلة. فمنذ اليوم يرفرف علم فلسطين بفخر في البلدات العربية، ولا نرى علماً لإسرائيل. كما ان العديد من البرامج التعليمية التي تضعها لجنة التعليم ولجنة المتابعة العليا، تتضمن مواد معادية للإسرائيليين مأخوذة من برامج التعليم التابعة للسلطة الفلسطينية، بتمويل من وزارة التعليم.
  • إن قوانين التخطيط والبناء متروكة للسلطات البلدية العربية ولا سيما في النقب، وكذلك قوانين الضرائب. واستناداً إلى تقديرات سلطات الضرائب، فإن العديد من المليارات تدخل عبر "اقتصاد مواز" غير شرعي، والعديد من أصحاب الملايين الذين يقودون سيارات المرسيدس، مسجلون عاطلين عن العمل ويحصلون على المال من صندوق الضمان الوطني.
  • عندما يتصدع الشعور بالعدالة اليهودية – الصهيونية ويصبح الهدف الأعلى هو السلام، فإن النتيجة ستكون مدمرة: نشوء دولة فلسطينية على جميع أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، إلى جانب حكم ذاتي سياسي على طريق الاستقلال الكامل للتجمعات السكانية العربية في إسرائيل. وستصبح الدولة اليهودية التي انطوت على نفسها، على طول الساحل من دون احتياطي من الأراضي المعدة للبناء والصناعة والزراعة. وسيضطر أبناء هذه الدولة إلى الهجرة عنها، ولن يعود في إمكان المهاجرين المجيء إليها.