عصابات السلفيين أحد أخطر التهديدات الماثلة أمام إسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
- ليس من المبالغة القول إن عصابات السلفيين من إرهابيي حركة القاعدة باتت أحد أخطر التهديدات المركزية الماثلة أمام إسرائيل الآن، إذ بإمكانها بواسطة صواريخ كتف أن تعطل الحركة في مطار بن- غوريون الدولي وفي دولة إسرائيل كلها. ولا يمكن لأي قوة سلام أو أمن [دولية] ولا حتى لأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية التي لا يعتمد عليها أحد في إسرائيل، أن تكبح هؤلاء الإرهابيين الذين لا ينفع فيهم ردع عادي.
- بناء على ذلك فإننا نتساءل: هل الأميركيون على استعداد لنقل إرهابيي القاعدة إلى جزء كبير من العاصمة واشنطن وجعل البيت الأبيض واقعاً تحت تهديد الصواريخ؟ فلماذا إذن يعرضون ذلك على إسرائيل؟ وهل ثمة دولة واحدة في العالم كله مستعدة لذلك؟
- يتبين الآن أن "الربيع العربي" هو ربيع سلفي. وفي المناطق الفلسطينية [المحتلة] تحولت حركة "فتح" وبقدر كبير حركة "حماس" أيضاً، إلى أثر باق من الماضي. فكلتاهما مكروهتان من الجمهور المحلي. وأخذت تنشأ قوة جديدة في هذه المناطق هي الحركة السلفية التي يسمى بعضها "حزب التحرير"، ومركز نشاطها في الخليل. ومؤخراً اشترك في تظاهرتي عرض قوة قامت بهما هذه الحركة في مدن مركزية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، عشرات الآلاف وهم يرفعون أعلام القاعدة السوداء. وهؤلاء يكرهون السلطة الفلسطينية أكثر مما يكرهون إسرائيل، ويكرهون "حماس" أيضاً، وهم غير مستعدين لدولة فلسطينية ولا يعترفون بأي حدود أو مفاوضات. إن طموحهم المعلن هو إقامة خلافة إسلامية في كل أنحاء الشرق الأوسط، فضلاً عن أنهم يؤيدون السلفيين في سورية ولبنان وسائر الدول العربية.
- في الأسبوع الحالي، أعلنت القاعدة إقامة أول فرع لها في مناطق يهودا والسامرة، وقد قضى الجيش الإسرائيلي على ثلاثة ناشطين من هذه المنظمة السلفية [في بلدة يطا، قضاء الخليل]. واتهم السلفيون السلطة الفلسطينية بأنها نقلت إلى الجيش الإسرائيلي معلومات استخباراتية عن مكان وجودهم. واعترفت القاعدة بأن الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم ينتمون إليها وتوعدت بتنفيذ عمليات إرهاب.
- في ضوء ذلك، يمكن القول إنه من دون حضور دائم للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام في المناطق الفلسطينية، ستصبح هذه المناطق في غضون أيام قليلة "سلفي لاند". عندها هل سيأتي وزير الخارجية الأميركي جون كيري ليدافع عن إسرائيل بـ"الترتيبات الأمنية" التي سيقترحها خبراؤه؟
- فضلاً عن ذلك، فإن القيادة الفلسطينية أعلنت أنها تنوي أن تجلب إلى هذه المناطق في حال استقلالها، مئات الآلاف وربما الملايين من الفلسطينيين من سورية ولبنان. فكيف سيبدو آنذاك واقع الحياة في إسرائيل؟ وماذا سيكون مصير آخر المسيحيين الذين بقوا حتى الآن في مناطق السلطة الفلسطينية؟
- معروف أن الحركات السلفية تسيطر على مناطق أخرى في الشرق الأوسط، في سورية ولبنان ومصر والعراق وشمال إفريقيا. فهل يستطيع الوزير كيري أن يزور كل تلك الأماكن؟
- إن المكان الوحيد الذي يستطيع أن يسمح لنفسه بالهبوط فيه بأمان هو إسرائيل، وذلك بفضل الأمن الإسرائيلي. وإذا ما استمر التوسع السلفي، فلن يستطيع أن يزور مناطق السلطة الفلسطينية أيضاً، بل إن إسرائيل قد تصبح خطراً عليه كذلك. ولذا، فإننا بحاجة إلى أمن ذي صلة بالحاضر لا بالتاريخ وعلم الآثار.