المشكلة الأكثر تعقيداً كامنة في مطلب تجميد البناء في المستوطنات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      على الرغم من زلة اللسان التي صدرت عن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، والتي أكد فيها أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها في مواجهة الخطر الإيراني، إلا إن ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه عقب ذلك هو الحاسم، وفحواه أنه لن يعطي إسرائيل ضوءاً أخضر لشن هجوم على إيران. ويبدو لي أن الغضب الأميركي، الذي قد تثيره عملية عسكرية إسرائيلية أحادية الجانب، أخطر كثيراً من التهديد الإيراني.

·      إن الحوار الجاري الآن بين إسرائيل والإدارة الأميركية، من خلال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي سيأتي إلى إسرائيل في الأسبوع المقبل، يهدف إلى تحقيق "غاية مشتركة" هي "تحريك محادثات السلام مع السلطة الفلسطينية، ومع سورية ولبنان". وقد برزت في هذا الحوار، حتى الآن، معطيات لا تعتبر موضع خلاف بين الطرفين تتعلق بتفكيك 23 بؤرة استيطانية غير قانونية [في الضفة الغربية]. وعلى ما يبدو، فإن الاقتراح الداعي إلى التوصل إلى اتفاق مع المستوطنين في هذه البؤر الاستيطانية هو اقتراح غير عملي أبداً، كما أن نقل أي بؤرة استيطانية غير قانونية من موقعها إلى موقع آخر هو عمل غير قانوني.

·      بناء على ذلك، سيتعين على إسرائيل أن تفكك هذه البؤر الاستيطانية كافة. وتجدر الإشارة، في هذا الشأن، إلى أن إسرائيل ليست ملتزمة خطة خريطة الطريق فحسب، بل قامت في الآونة الأخيرة أيضاً، ببث إشارات إلى العالم أجمع فحواها أنها سائرة في طريق التخلي عن حلم أرض إسرائيل الكبرى.

·      في حال قيام إسرائيل بتفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية، فإن ذلك سيكون مجرد خطوة رمزية لا أكثر، لأن المشكلة الأكثر تعقيداً تبقى كامنة في المطلب الأميركي المتعلق بتجميد البناء في المستوطنات.