صفقة غلعاد شاليط بانتظار نتائج جهود الوساطة المصرية بين "فتح" و "حماس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

اتهم الرئيس المصري حسني مبارك إسرائيل أمس، بأنها أحبطت في اللحظة الأخيرة صفقة كان من شأنها إطلاق الجندي غلعاد شاليط الأسير لدى حركة "حماس"، في مقابل إطلاق السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مبارك قوله إن المفاوضين الإسرائيليين أضافوا شروطاً جديدة عندما كانت الصفقة توشك أن تبرم. وقال مبارك إن "حماس" كانت مستعدة لنقل شاليط إلى مصر، لكن إسرائيل بدأت عندئذٍ بتغيير شروطها، قائلة أنها مستعدة لإطلاق بعض السجناء الفلسطينيين، لكنها غير مستعدة لإطلاق البعض الآخر، فانهارت الصفقة.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إن إسرائيل رفضت إطلاق 125 سجيناً من 450 سجيناً طلبت "حماس" إطلاقهم، وطلبت من الحركة إعداد قائمة بديلة. وأضافوا أن امتناع "حماس" من تقديم قائمة جديدة هو الذي أفشل الصفقة.

ووصل الوسيط المصري، الجنرال محمد إبراهيم، أمس، إلى رام الله لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية. ويدير إبراهيم الجهود المصرية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق مصالحة بين حركتي "فتح" و "حماس"، ويتولى، في الوقت نفسه، المسؤولية عن ملف شاليط في المخابرات المصرية، وينشط في الوساطة بين إسرائيل و "حماس" بشأن صفقة شاليط.

وبموازاة ذلك، اجتمع رئيس الطاقم السياسي - الأمني في وزارة الدفاع عاموس غلعاد أمس، بالمسؤولين في المؤسسة الأمنية المصرية في القاهرة، وبحث معهم في الأوضاع في قطاع غزة، وكذلك الاتصالات بشأن المصالحة بين "فتح" و "حماس".

وتشكك أوساط المؤسسة الأمنية في إسرائيل في فرص تحقيق تقدم سريع في صفقة إطلاق شاليط، ويعود السبب الرئيسي في ذلك، حتى قبل أن تثار مسألة التنازلات المطلوبة من الجانب الإسرائيلي، إلى وضع العلاقات بين "حماس" و "فتح" حالياً. فالتقديرات المتفائلة نسبياً، والتي عبر عنها مؤخراً عدد من الوسطاء المصريين، وكذلك بعض الجهات الأميركية والأوروبية، استندت إلى جهود المصالحة التي تقوم بها القاهرة للتقريب بين المعسكرين الصقرين في الجانب الفلسطيني. غير أن الاتصالات بين "حماس" و "فتح" تعثرت قبل أكثر من أسبوع.

إن الاتصالات بشأن الوساطة مجمدة حالياً، ولا يوجد لدى مصر وسائل لإغراء "حماس" بإحداث اختراق إيجابي في المفاوضات المتعلقة بشاليط.

وبحسب الخطة المصرية التي نُشر جزء من تفصيلاتها خلال الأسابيع القليلة الفائتة، فإن المصريين يسعون لتأليف حكومة وحدة وطنية في قطاع غزة والضفة الغربية تشارك حركة "حماس" فيها ("معاريف"، 10/7/2009). ويفترض المصريون أن حكومة كهذه ستحظى بتأييد دولي، وستحدث زخماً إيجابياً يؤدي في نهاية المطاف إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين.